رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

معاناة كل عام.. متى تنتهى؟!

حديث اليوم، قد يبدو للبعض، وخاصة للحكومة أنه مكرر، ولكن ما شاهدته بعينى أول أيام الدراسة، يستحق التأمل والتدبر، آملا أنا و غيرى من المواطنين، فى إيجاد حل جذرى لمعاناة باتت قدرا يتكرر كل عام، كما أضحى على الناس معايشتها جبرا، فقد أثبتت الحكومة فشلا منقطع النظير فى مواجهتها، إما لسوء التصرف، وإما لقلة الحيلة!

أروى اليوم مشهدا مؤلما تكرر منذ اليوم الأول لبدء الدراسة، حيث توقف الطريق الدائرى الأوسط من تقاطعه مع طريق العين السخنة، لمسافة تزيد على الثلاثة كيلو مترات، حتى أول ميدان بعده، حيث أُصيب الطريق بشلل تام لمدة تزيد على الأربعين دقيقة، شاهدت خلالها، كل مخالفات المرور بلا استثناء، سير عكس الاتجاه، ورعونة لم أشاهدها من قبل، أدت إلى شلل حقيقى، أصاب الناس بتوتر وقلق، فالكل يسعى لتوصيل أولاده للمدارس أو الجامعات، وهذا ينطبق على السيارات الخاصة، وكذلك أوتوبيسات الطلاب، وكلما يمر الوقت دون حراك، يزداد التوتر.

لدرجة جعلت أعصاب البعض تخرج عن الإطار المنضبط، يحدث هذا، ولا أثر لرجل مرور واحد، على طول هذا الطريق منذ تقاطعه مع طريق السخنة، وصولا لطريق الأوتوستراد، وهى مسافة تقترب من 10 كيلو مترات تقريبا، مع العلم أن هذا الطريق بمثابة شريان فكرت الدولة فى فتحه لتخفيف العبء على محاور أخرى! ورغم ذلك أصابه الشلل، فما بالنا بطرق أخرى جانبية!

هل هى لعنة بدء الدراسة، التى تتكرر كل عام؟ وهل تفاجأت الدولة أن موعد الدراسة للمدارس و الجامعات يوم 22 سبتمبر؟ بالتأكيد الإجابة «لا».

فى تعقيب للرئيس عبدالفتاح السيسى على كارثة مستشفى ديرب نجم، ألزم المحافظين ومرءوسيهم بمعاونة الوزارات المختلفة مثل الصحة و التعليم، بالمرور على المستشفيات والمدارس، للتأكد من جاهزيتها للقيام بدورها، فهل نُفذت تعليماته؟ أزعم أن إجابة الكثير من الناس ستكون بالنفى.

ولنركز فى مقالنا على المدارس، فالركيزة الأساسية فى انتظام العملية التعليمية يبدأ بتيسير الوصول، وهو ما يعانى الناس منه معاناة شديدة و قاسية، لعدة أسباب ، على رأسها، التكدس المرورى الذى يفتقد التنظيم بأى شكل من الأشكال، جزء منه بسبب المحليات، التى تذكرت قبل موعد الدراسة بأيام، أن هناك إصلاحات ضرورية لابد من القيام بها، وبناء عليه وجد الناس كثيرا من الشوارع بها أعمال حفر، أو صيانة، مما أثر سلباً على حركة المرور، أضف وجود مخلفات هذا الحفر بعد الانتهاء منه، بما يعنى إصابة الطرق بجلطات، تعيق السير به، وهو ما يؤدى بالتبعية لضياع الوقت، بشكل مستفز، بسبب تقصير حفنة من المسئولين، اعتادوا على اللامبالاة، فلا رقيب و لا حسيب.

جزء آخر مرتبط بوجود رجال المرور، الذين اختفوا من المشهد تماما، فقد شاهدت أحدهم يقف بجانب دراجته النارية، على بعد ثلاث دقائق من الشلل المرورى الذى أصاب الدائرى الأوسط، بهدوء عجيب، وحينما لفت نظره للشلل القريب منه، قال إنه فى فترة راحته، وأن تلك المنطقة ليست فى نطاق مسئوليته!!

وبعد تلك المعاناة، ننتقل لمرحلة أخرى تتعلق بمترو الأنفاق، ذلك المرفق الحيوى المهم، الذى تناسى هو أيضا أن ساعات الصباح الأولى فى أيام الدراسة هى ساعات ذروة، وذلك يعنى تقليل زمن التقاطر بين القطارات لأقل من دقيقتين، هكذا يتمنى الناس، ولكن الرياح تأتى بما لا يشتهون، فقد رأيت بعينى فى تمام الساعة التاسعة وخمس وعشرين دقيقة أن زمن التقاطر امتد لعشر دقائق، بما يعنى وجود تكدس بشرى غير محتمل، وغير مقبول، فقد رضى المواطنون بما قرروه من زيادات فى أسعار تذاكر الركوب، منتظرين تحسنا مقابلا فى أداء الخدمات، لم يأت للأسف!

لماذا نسير بنظرية الجزر المنعزلة، كل مرفق أو جهاز يغرد منفرداً، وعلى المواطن، أن يبذل جهوده فى إظهار التزامه وانضباطه، فى شوارع بلا تنظيم أو رقابة أو صيانة، كما عليه أن ينظم أموره بنفسه، وهذا ما شاهدته، حين ترك بعض الناس سياراتهم، وخرجوا لينظموا المرور، محاولين علاج الجلطة التى أصابت الطريق، هذا من جانب، أما الآخر، فكان بغرض اللحاق بموعد مدارس أبنائهم، ومن ثم أعمالهم، والذى يمكن أن أؤكد بكل يقين، أن من شاء حظه العثر أن يكون على الطريق الدائرى الأوسط، وقد سلكه باعتباره شريانا كبيرا، وهو سبيل جيد للوصول لعدد معتبر من المدارس، عانى واختنق وتوتر وأُهدر وقته عمدا، فى ظل غياب كامل لكل الجهات المسئولة عن تنظيم حياة الناس.

وبات الناس يتساءلون، كيف للدولة المصرية، أن تقطع كل هذه الأشواط فى البناء والتنمية، بقيادة رئيس بناء وطنى مخلص، يعاونه رئيس وزراء نشيط، يعى دوره ويعمل على أدائه، ولكن فى المقابل هناك مسئولون مصابون بالتيبس فى حركاتهم، لقدراتهم حدود، عقولهم مصابة بالجمود، يراهنون على صبر المواطن، الذى زاد أنينه بدرجة غير محتملة! فى الحقيقة، بدء العملية الدراسية، كشف الكثير من العورات، والتى بدورها أضنت المواطنين، كفانا عبثا بمقدراتهم، فقد بتنا فى حاجة ملحة لمحاسبة المقصرين، فقليل من التنظيم و المتابعة و الرقابة من شأنه إعادة العملية التعليمية إلى مسارها الطبيعى! فهل من مجيب؟

[email protected]
لمزيد من مقالات ◀ عمـاد رحــيم

رابط دائم: 
كلمات البحث: