رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تحليل إخباري..
بعد ريجينى.. مصر تفلت من «كمين» الإعلام الأجنبى فى الغردقة

هانى عسل

واضح أن السياحة المصرية أفلتت

من كمين هائل نصب لها فى واقعة وفاة سائحين بريطانيين فى الغردقة، على غرار كمين «ريجينى».

فعلى الرغم من عودة العلاقات إلى طبيعتها بين القاهرة وروما، واستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤخرا رئيس البرلمان الإيطالى، والتصريحات التطمينية من الجانبين بشأن تحقيقات حادث مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، وكلها تطورات آذنت بإفلات مصر من هذا الكمين المنصوب لها بهدف الوقيعة بينها وبين إيطاليا، فإن الإعلام الأجنبى المعادى لمصر، والذى كان سببا فى تشويه المعلومات فى قضية ريجينى، لم ييأس، وأراد إيقاع مصر فى فخ آخر فى حادث وفاة السائحين البريطانيين جون كوبر وزوجته سوزان فى أحد فنادق الغردقة الشهر الماضى، الهدف منه توجيه ضربة عنيفة أخرى لقطاع السياحة الذى بدأ يتعافى تدريجيا من آثار حادث الطائرة الروسية.

وجاء بيان النائب العام حول أسباب وفاة السائحين ليسدل ستار الحقيقة على سلسلة من الشائعات والأكاذيب التى روجت لها الصحف ووسائل الإعلام البريطانية دون خجل على مر أسبوعين على الأقل،حول أسباب غريبة وواهية لوفاة السائحين، مع المبالغة والتسرع فى التوصل إلى نتائج غير منطقية، بصورة ظهر معها بوضوح أن المقصود ليس الوصول لحقيقة وفاة كوبر وزوجته، وإنما تشويه سمعة المقصد السياحى المصرى، والترويج لفكرة أن مصر ليست آمنة. تناولت وكالات أنباء عالمية مثل رويترز والفرنسية وأسوشييتدبرس على مدار أيام كل التفسيرات الهزلية التى قدمتها صحف التابلويد البريطانية، وبعض الصحف الجادة مثل الصن والإندبندنت، لهذا الحادث، فمنهم من قال: إن الوفاة ربما تكون قد حدثت نتيجة تسرب غاز التكييف فى غرفة السائحين، ومنهم من قال إن الوفاة حدثت بسبب تسرب لغاز الكلور فى الفندق، ومنهم من أفرط فى الحديث عن الطعام المسمم الذى ربما يكون قد تناوله السائحان قبل موتهما، وأسهبت الصحف فى عرض الأخبار التى تتحدث عن انتشار البكتيريا والسالمونيلا وغير ذلك من الأمراض بين سائحين بريطانيين آخرين زاروا مصر مؤخرا.

وأفردت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام فى نشر كل هذه المعلومات المضللة فى الوقت الذى تجاهلت فيه التصريحات الرسمية التى صدرت منذ اليوم الأول للواقعة، والتى رفضت استباق نتائج التحقيقات، أو على الأقل ساوت بينها وبين الشائعات والمعلومات غير الموثقة. وظهر سوء النية من خلال تكثيف بث الأخبار المغلوطة التى تريد الوصول للهدف ذاته، ولكن من طريق آخر، حول السياحة المصرية، مثل سلسلة تقارير متتالية من البى بى سى، ومثل تقرير وكالة «رويترز» بتاريخ 29 أغسطس 2018 بعنوان «إيطاليا تأمل فى تحقيق انفراجة فى التحقيق فى مقتل ريجينى»، والذى أعادت فيه الوكالة نفس العبارة السخيفة التى ترددها فى كل تقرير عن قضية ريجينى وهى أن «مصادر مخابراتية وأمنية صرحت فى عام 2016 بأن الشرطة ألقت القبض على ريجينى خارج إحدى محطات مترو الأنفاق يوم 25 يناير من ذلك العام، ثم تم نقله إلى مجمع يديره الأمن الوطنى»، وكأن تلك الفقرة التذكيرية صارت جزءا من نص مقدس لا يجوز تغييره أو تعديله أو تصحيحه بمرور الزمن!

ومن ذلك أيضا ما بثته رويترز يوم 28 أغسطس بعنوان «الأزهر يدين التحرش الجنسى»، والذى تضمن جملة أكثر سخفا تتكرر بشكل متعمد تقول إنه تم تصنيف القاهرة باعتبارها أخطر المدن الكبرى على السيدات فى استطلاع رأى دولى أجرته وكالة «طومسون رويترز» العام الماضي!

وتضمن هذا التقرير نفسه الإشارة إلى خلفية عن قضية اللبنانية التى تم سجنها فى مصر بسبب فيديو بثته على الإنترنت تشكو فيه من التحرش، رغم أن سبب السجن لم يكن الشكوى من التحرش، بقدر ما كان إهانة مصر والمصريين بعبارات نابية.

ومن ذلك أيضا ما بثته وكالة «أسوشييتدبرس» بتاريخ 31 أغسطس بعنوان «مصر ترفع أسعار دخول السائحين الأجانب للمواقع الأثرية والمتاحف فى القاهرة والأقصر»، بهدف توصيل رسالة للسائحين القادمين إلى مصر مفادها أن هذا البلد يبتز السائحين،وكأن مصر ليس من حقها وضع الأسعار التى تناسبها للسائحين الذين يزورون مقاصدها السياحية العريقة التى تتغزل فيها الصحف العالمية نفسها ليل نهار وتفرد لها مساحات شاسعة.

هل يكون «كمين» الغردقة هو الأخير لمصر؟!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق