رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

باتشيليه التى أهانت نفسها

فى أغبى بداية لمسئول فى منصب دولي، فتحت ميشيل باتشيليه الرئيسة الجديدة لمفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة النار على مصر، واختارت مبكرا أن تكون شخشيخة فى أيدى من يحرك هذه المفوضية من وراء الستار، لتهين بذلك تاريخها وسمعتها ومكانتها.

أغبى بداية، لأن كثيرين توقعوا لباتشيليه رئيسة شيلى السابقة أن تكون قد تعلمت واستفادت من أخطاء سلفها زيد بن رعد الحسين المفوض السامى السابق، الذى كان عدائيا وفجا فى تعامله مع قضايا حقوق الإنسان فى مختلف دول العالم، لدرجة أنه لا توجد دولة إلا واصطدم معها طوال فترة توليه المنصب، ومن بينها مصر بطبيعة الحال.

زيد نفسه يدرك تماما أن ولايته كانت فاشلة، بدليل اعترافه بأنه خسر كثيرين خلال فترة توليه المسئولية، بل إنه امتنع عن ترشيح نفسه لولاية جديدة لتيقنه من أن أحدا لن يصوت له!

وعندما جاءت باتشيليه، قالوا عنها إنها المرأة الحديدية التى لا تعرف إلا النجاح، وتوقعوا أن تنتهج أسلوبا مختلفا فى الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان، أسلوبا يجمع بين الحنكة والدبلوماسية واللياقة لدى مخاطبة دول العالم، وبخاصة فى الاتهامات التى قد تحمل تدخلا صريحا فى شئون كل دولة وسيادتها وقوانينها.

إلا أن كل هذه التوقعات ذهبت أدراج الرياح سريعا، وظهر واضحا أن مفوضية حقوق الإنسان، شأنها شأن منظمات حقوقية أخري، مثل العفو الدولية، وهيومان رايتس ووتش، تدار بنسق واحد، وتصدر تقاريرها وبياناتها بلسان واحد، وفى اتجاه واحد، ومن يشغل المناصب القيادية فيها ليس سوى سكرتير أو مقرر يتلو ما يملى عليه!

باتشيليه فى أول تصريح لها بعد دخولها مكتبها الجديد فى جنيف، هاجمت مصر بشدة، وبـغشومية، وحثتها على ضرورة وسرعة إلغاء أحكام الإعدام الصادرة ضد متهمى رابعة.

باتشيليه ذكرت فى البيان الذى تناقلته وسائل الإعلام العالمية بحفاوة بالغة اعتدنا عليها أن أحكام الإعدام الأخيرة عار على مصر، لأنها صدرت بعد محاكمات غير نزيهة وغير عادلة!

ولم تكتف باتشيليه بهذه العبارات، بل ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ نددت بما سمته وحشية السلطات الأمنية فى مصر، واتهمتها بأنها المسئولة عن وقوع ما سمته مذبحة رابعة، قائلة إن هذه المذبحة أسفرت عن مقتل 900 شخص جميعهم من المدنيين السلميين الذين لم يكونوا يحملون السلاح، بحسب تعبيرها!

وانتقدت باتشيليه أيضا عدم تقديم أى مسئول عما حدث فى رابعة للمحاكمة حتى يومنا هذا، بل وهاجمت أيضا تحصين المسئولين الأمنيين السابقين من المحاكمات، يعنى الست مذاكرة كويس ومحفظينها ما يجب أن يقال، وبصراحة، لم يكن ينقص تصريحات باتشيليه إلا عبارة مرسى راجع!

طبعا، الخارجية المصرية ردت سريعا على وقاحة باتشيليه، بقوة، وبدبلوماسية، وبأدب أيضا، وهو موقف ليس بجديد أن تجد مصر نفسها فى موضع اتهام وتشكيك من أجل حفنة من الإرهابيين، وعصابة من أرزقية حقوق الإنسان فى الداخل والخارج ممن يوفرون الغطاء القانونى والإعلامى الكامل لهؤلاء الإرهابيين، تماما مثلما أقامت أمريكا وبريطانيا وباقى الكبار مجلس الأمن قبل أيام لإنقاذ شلة الإرهابيين المحاصرين فى إدلب قبل أن تقضى عليهم القوات السورية والروسية!

وهذه التصريحات، وإن كانت ليست بجديدة على مفوضية حقوق الإنسان تحديدا، فإنها تدعو للدهشة والريبة معا لأنها تصدر عن امرأة يفترض أنها رئيسة دولة سابقة، ولديها من الخبرة ما يكفى لدراسة ما تقوله قبل أن تنطق به، ولديها أيضا القدرة على الامتناع عن أى تصرف أهوج من شأنه الإضرار بسمعتها، فقد قدمت نفسها بشكل مشين للغاية، ووضعت نفسها دون أن تشعر موضع سخرية واستياء ملايين المصريين الذين يعرفون أكثر منها حقيقة ما جرى على أرض مصر، والذين يتذكرون تماما وبالتفصيل حقيقة ما حدث فى رابعة، وقبل رابعة، وبعد رابعة، ومن رفع السلاح على من، ومن روع من، ومن اعتدى على من، ومن قطع الطرق، ومن دفع أموالا للمتظاهرين، ومن هدد بالمفخخات والمفرقعات، ومن فجر المساجد والكنائس، ومن اعتدى على المنشآت العامة والخاصة، ومن اغتال شهداء الجيش والشرطة والقضاء، ومن ضرب السياحة، ومن أضر بالاقتصاد، ومن بث الشائعات، ومن يمولهم، ومن يغطى على جرائمهم ببيان أو تقرير أو تغريدة.

أخيرا : أقترح على وزارة الخارجية إقامة نصب تذكارى أمام مقرها على الكورنيش على هيئة سلة مهملات عملاقة لكى تتسع للبيانات والتقارير والتصريحات من هذا النوع!


لمزيد من مقالات ◀ هانى عسل

رابط دائم: 
كلمات البحث: