رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

من الجانى فى حادث الغردقة؟

ما هو السر وراء وفاة السائح البريطانى جون كوبر وزوجته سوزان فى الغردقة؟

هل نصدق الرواية المتسرعة التى خرجت بعد الحادث لتقول إن الإثنين توفيا بأزمة قلبية؟

أم نصدق ما تنشره الصحف البريطانية من قاذورات هذه الأيام عن فرضيات للحادث كلها أسوأ من الأخري؟

هل حقا تعرض كوبر لأزمة قلبية مفاجئة أدت لوفاته، وعندما علمت زوجته بوفاته أصيبت هى الأخرى بأزمة قلبية من شدة الصدمة، فماتت؟

هل يوجد هناك عنصر إهمال على الطريقة المصرية وراء ما حدث؟ أم أنه اعتداء متعمد، وراءه أشياء وأشياء، كما تحاول الصحف البريطانية أن تروج الآن؟

يعني.. هل مات الزوجان بالتسمم بعد تناولهما طعاما فاسدا فى الفندق الفاخر الذى كانا يقيمان فيه؟

هل كان طعام الـ أوبن بوفيه أو السناكس التى تقدم لنزلاء الفندق على حمامات السباحة ملوثا بالبكتيريا أو السالمونيلا كما نشرت بعض صحفهم؟

هل ماتا بسبب تسرب غاز ما داخل غرفتيهما؟

هل تعرض الاثنان لاستنشاق رائحة غريبة قاتلة من حجرة مجاورة، مخزن كلور أو ما شابه؟

أم هل يتعلق الأمر بهجوم متعمد بغاز ما؟!

شخصيا، أؤمن بنظرية المؤامرة، ولكننى فى الوقت نفسه لا أنفى احتمالات الإهمال وسوء الذمة التى نعرفها نحن المصريين، ولهذا، أتمنى أن تنجح جهات التحقيق المصرية فى التعرف على سبب الوفاة وإعلانه للرأى العام خلال أسبوع على الأكثر كما وعدت الدولة، لكى لا يتحول الحادث إلى لغز جديد ينضم إلى قائمة ألغاز أجاثا كريستى البريطانية المصرية التاريخية المشتركة المستعصية على الحل، بداية من حادث مقتل ديانا وعماد الفايد فى باريس، ومرورا بحوادث وفاة أو مقتل أشرف مروان وسعاد حسنى والليثى ناصف فى لندن، وبمقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى باحث جامعة كامبريدج البريطانية فى القاهرة، ونهاية بالاعتداء الدموى الذى أودى بحياة الطالبة المصرية مريم مصطفى فى العاصمة البريطانية.

فى روايتها الرائعة جريمة فى قطار الشرق السريع، تحدثت أجاثا كريستى عن جريمة قتل غامضة فى القطار وقعت فى أثناء الليل، وكان المتهمون فيها جميع ركاب القطار الشهير الذى كان يمر وقتها عبر مدن الشرق الأوسط، كالقاهرة ودمشق وبغداد، وبعد فحص وتدقيق وجمع أدلة وتشغيل مخ، وبعد شكوك فى عدد كبير من ركاب القطار، تبين فى نهاية الرواية أن جريمة القتل تم تنفيذها بشكل جماعي، فقد وجه كل راكب فى القطار طعنة إلى جسد القتيل فى الظلام، فكانت النتيجة أن جميع المشتبهين من ركاب القطار كانوا بالفعل هم القتلة، ولكن كل على حدة.

فى حادث الغردقة، كل الاحتمالات واردة، فقد يكون السبب بسيطا للغاية، وقد يكون إهمالا، وقد يكون أى شيء آخر، ولكن الأمر الوحيد المؤكد هو أن بريطانيا بتتلكك، وإعلامها يشن الآن حملة تشويه مدبرة ومنظمة لتدمير سمعة السياحة فى البحر الأحمر، من الغردقة إلى مرسى علم، لأنه حتى لو كان هناك تقصير من فندق أو مطعم، فهذا لا يعطى الإعلام البريطانى الحق فى تشويه صورة وجهة سياحية كاملة هى الأجمل والأرقى فى المنطقة.

أيام قضية سائحة الترامادول البريطانية لورا بلامر، كانت الصحف البريطانية توجه رسالة مفادها أن البريطانى الذى يذهب للسياحة فى مصر قد يتعرض للسجن، لأى سبب، والآن، تروج هذه الصحف نفسها لفكرة أن البريطانى الذى يذهب إلى مصر سيمرض أو سيموت، ولن يجد من يسعفه، ولا من يهتم به.

والآن، الصحف البريطانية تنشر كل يوم مصيبة، فهذا تقرير عن سائح أصيب بـالسالمونيلا فى الغردقة، رغم اعترافه بأن الفندق كان نظيفا جدا، وهذا سائح آخر يؤكد أنه أصيب بإغماء لفترة وجيزة بعد أن شم رائحة غريبة فى فندق إقامته، وهذه سائحة فى الستينيات من عمرها توفيت فى أثناء ركوبها البانانا بوت، وخلال الأيام القادمة، ستقرأون أخبارا أخرى عن طلبات تعويضات بالجملة من سائح بريطانى أصيب بـصداع خلال وجوده فى مصر، ومن سائح آخر أصيب بـ كرشة نفس، وثالث تعرض لـ خربوشة، ورابع مزاجه اتعكر!

والغريب أن كل هذه الحوادث تملأ صفحات المواقع البريطانية الآن فى الوقت نفسه الذى يتغزل فيه سفير بريطانيا فى القاهرة جون كاسن بالأمن والأمان فى شوارع المحروسة، ويتفاخر يوميا بأنه سارح فى الشوارع والحواري، ويمزح مع المصريين بالعامية، ويتناول الفول والشكشوكة على العربيات، ويؤكد أنه لم يندم على تناول الفسيخ!


لمزيد من مقالات ◀ هانى عسل

رابط دائم: 
كلمات البحث: