لا أدرى هل نضحك أم نبكى أم نلطم أم ماذا؟!
إرهابية مسطرد ليسانس آداب حتة واحدة، ومن سكان الزمالك 20 حتة!
ليسانس آداب، يعنى لا هى أمية، ولا نصف أمية، ولا دبلوم، حتى نقول انضحك عليها، ولا حتى طالبة جامعية، حتى نقول «حرائر».
من الزمالك، يعنى ليست من سكان المرج أو المطرية، حتى نقول إنها ضحية فقر أو زحام أو عشوائيات أو تلوث!
لسنا هنا فى معرض الحديث عن المستوى التعليمى لخريجى آداب، أقصد الكلية طبعا، ولا عن المستوى الاجتماعى والبيئى الذى وصل إليه الزمالك، أقصد الحى طبعا، فهذا موضوع آخر، فلا ننسى أن أسامة بن لادن كان غنيا، والظواهرى كان طبيبا، ولكننا نتحدث هنا عن التشكيلة الغريبة لخلية مسطرد الغبية التى فشلت فى تفجير كنيسة السيدة العذراء هناك، بسبب ستر ربنا أولا، واحترافية الأمن ثانيا، وضعف التخطيط والإعداد للعملية ثالثا، ولكن المهم أن الأخت بتاعة الزمالك ليست إرهابية عادية، وإنما - بسم الله ما شاء الله - زعيمة تنظيم، وقائدة خلية، مهمتها استقطاب الجهلة والأغبياء والسذج والمحبطين والمكتئبين والمغسولة أدمغتهم وتحويلهم إلى انتحاريين يتم شحنهم غبيا تلو الآخر - أشلاءَ - إلى الحور العين!
قد تكون «الأخت» غنية، وصاحبة نفوذ، استقطبت هؤلاء السذج بالمال، أو بوعود سفر للخارج، تحت ستار العمل أو المنح الدراسية، فلا إرهاب بلا تمويل، وبلا سذج أيضا.
وقد تكون اجتذبتهم بفارق التعليم والوجاهة الاجتماعية، فهى خريجة جامعة، يعنى «متنورة»، وهم «يا عينى» دبلوم، هى من الزمالك، وباقى الخلية من الزاوية، يعنى» هانم» بالنسبة لهم.
ولكنها، بالتأكيد، اجتذبتهم دينيا، بالطريقة التقليدية إياها، فأوهمتهم بأننا فى نهاية الزمان، وبأنهم يعيشون فى مجتمع كافر، وأن بإمكانهم نصرة الإسلام، ودخول الجنة، بتفجير كنيسة، أو بقتل شخص، أو بتخريب منشأة، أو بتعطيل مترو أو قطار، أو على الأقل بالنضال الإليكترونى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك أضعف الإيمان.
التحقيقات مع أفراد خلية مسطرد هى التى ستحدد التفاصيل والخلفيات، ولكن الحقيقة المؤسفة أن هذا النموذج من الأخوات يعيش بيننا، نراه ويرانا، يدخل بيوتنا، ونراه فى محالنا التجارية، ونبيع ونشترى منه، ويستفيد من كل مشروعات الدولة والحكومة والجيش والشرطة والسيسى والتموين والتضامن الاجتماعى والطرق والكبارى والأنفاق والمياه والصرف، ويتسابق على حجز شقق العاصمة الإدارية، بل وعلى إلحاق الأبناء باختبارات القبول فى الكليات العسكرية والشرطة، لعل وعسي، فهم فى حرب مع مجتمع كافر ودولة كافرة، والحرب خدعة، ومن لا يصدق كلامي، فليسأل زوجته أو والدته أو شقيقته أو ابنته، أو حتى زميلته فى العمل، ليتأكد بنسبة مليون % أن زعيمة الخلية هذه «موجود منها كتير» فى مجتمعنا!
فهناك «أخت» مهمتها الناس الكفرانة فى المصالح الحكومية، وأخرى مهمتها محال البقالة والسوبر ماركت، وأخرى مكلفة بالأتوبيسات والميكروباصات، وأخرى مكلفة بمنتديات عربات السيدات فى المترو، وأخرى تخصص زميلات العمل أو الدراسة، وهناك أخوات مهمتهن سيدات الطبقة المخملية المنتشرات فى النوادى الرياضية ومحال الكوافير والباديكير وصالات الجيم والتخسيس وعيادات أطباء التجميل والنساء والتوليد، وطبعا لا مانع من شغل أوقات الفراغ بالتواجد عبر منتديات السوشيال ميديا ببوستات الإعجاب بقطر وتركيا والانبهار بتميم وأردوغان، والشكوى من الفساد والغلاء وشائعات الاغتصاب والسرقات وخطف الأطفال وفقدان الأمن والأمان والحرب ضد الإسلام فى مصر، وغير ذلك من هذه الموشحات.
فى هذه البؤر، تبدأ الحكاية بـ «رغى ستات»، ويسير باحترافية شديدة، بدءا من بلاش المحزق والملزق والكتف العريان، ومرورا بالدعوة للنقاب لا الحجاب، ثم تأتى مرحلة التعاطف والتأثير، وربما التعارف، ثم جس النبض، ثم الدعوة لحضور جلسات دينية، وهنا تأتى مرحلة غسيل الدماغ والتجنيد، والتى تنتهى عادة - وعلى الأقل - بجمع تبرعات لنصرة الفقراء وإغاثة الملهوف، ثم تبرعات لنصرة الإسلام، كل حسب مقدرتها، وحسب استعدادها، وحسب سذاجتها، وبعد ذلك، قد نصل لمرحلة أخت الزمالك وخلية مسطرد!
راقبوا الأخوات تجدوا ما لا يسركم، وراقبوا أخوات الطبقة المخملية بالذات، تجدوا المصيبة أكبر، فأخت واحدة قادرة على غسل دماغ زوج وابن وابنة وأب وأم وجارة وزميلة عمل وصديقة ناد وكوافير وجيم ومسجد، وسيدات حى بكامله.
راقبوهن، قبل أن تنجح مفرخة الأخوات فى غسل أدمغة جيل بكامله، أو مجتمع بكامله.
ولا يجب أن ننسى أن الحشد والتجنيد شرطان أساسيان لتدفق التمويل الخارجي.
لمزيد من مقالات ◀ هانى عسل رابط دائم: