من الآخر، قطر لا تصلح لاستضافة كأس العالم، لا فى عام 2022، ولا حتى عام 3000، لا فى وجود نظام «تميم» وقناة «الجزيرة» ومنتخب «الإرهابيين» والمنبوذين الذين تؤويهم على أرضها، ولا حتى إذا أصبحت قطر يوما ما دولة ديمقراطية نظيفة محترمة كباقى بلاد الدنيا!
طبعا طالعنا ما نشرته صحيفة صنداى تايمز البريطانية عن فضائح الملف القطرى لتنظيم المونديال، وأذهلتنا الأساليب الملتوية التى لجأت إليها قطر لضمان الفوز بكعكة المونديال، سواء باستغلال الأموال الطائلة لشراء الذمم والأصوات والمؤيدين، أو باستغلال الحيل الشيطانية لتقويض مصداقية ملفات الدول الأخرى المتنافسة، وأبرزها الولايات المتحدة واليابان وأستراليا.
تحدثت الصحيفة البريطانية - التى لا تمزح عادة فى مثل هذه التحقيقات - عن قيام قطر بدفع تسعة آلاف دولار لأكاديمى مرموق لكتابة تقرير سلبى عن التكلفة الاقتصادية الباهظة لاستضافة البطولة فى الولايات المتحدة، ثم توزيعه على وسائل الإعلام حول العالم، بهدف إضعاف الملف الأمريكى وتقوية فرص الملف القطري، وهو نفس ما تفعله قطر على الأرجح مع كثير من المؤسسات الدولية التى تصدر تقارير متنوعة فى شتى الجوانب السياسية والاقتصادية .. صباح الخير أيها الأكاديميون والخبراء والمحللون!
تحدثت صنداى تايمز أيضا عن قيام قطر بـتجنيد صحفيين ومدونين وشخصيات رفيعة فى كل دولة من الدول المنافسة لها، بهدف إثارة الجوانب السلبية فى ملفات ترشح هذه الدول لشيطنة ملفاتها .. صباح الخير أيها المدونون الشرفاء!
وتحدثت الصحيفة عن تجنيد مجموعة من مدرسى التربية البدنية الأمريكيين ليطلبوا من أعضاء الكونجرس رفض إقامة كأس العالم فى الولايات المتحدة، استنادا إلى أنه سيتم استخدام هذه الأموال بشكل أفضل بإنفاقها على البرامج الرياضية فى المدارس الثانوية .. صباح الخير أيها النشطاء والنقابيون ملوك النضال!
ولم تكتف قطر بذلك، بل ساعدت، بحسب ما ذكرته الصحيفة البريطانية نفسها، على تنظيم احتجاجات شعبية فى مباريات للعبة الرجبى فى أستراليا لمعارضة ملف أستراليا لاستضافة البطولة.. صباح الخير أيها الألتراس!
والأغرب من ذلك، أن قطر بحسب الصحيفة أيضا أعدت تقارير مخابراتية عن أعضاء ملفات الدول المنافسة، على الأرجح بهدف العثور على نقاط ضعف يستطيع معها العاملون فى الآلة الإعلامية القطرية اتهامهم أو ابتزازهم إذا لزم الأمر، أو ربما شراء ذممهم .. عادي، الفلوس موجودة!
طبعا، لم تكن صنداى تايمز أول ما نشرت فضائح مونديال قطر، فقد سبقتها هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي، ومن قبلهما كانت صحف بريطانية من بينها الجارديان والتليجراف من أوائل من فضحوا ملف عبودية عمال استادات المونديال فى قطر، وهو ما يعنى أن بريطانيا الآن تلقى بكل ثقلها الإعلامى من أجل سحب ملف تنظيم مونديال 2022 من قطر.
ومن المفارقات أن هذه الحملة تزامنت مع زيارة تميم الميمونة لبريطانيا!
طبعا، القطريون «المرعوبون» سارعوا إلى نفى هذه الاتهامات، وزعموا أن الفيفا حقق فيها وانتهى الأمر، ولكن الصنداى تايمز كانت واضحة، إذ قالت إن هذه التسريبات الفاضحة المستقاة من مصدر مطلع على الملف القطرى لم تكن متاحة فى أثناء تحقيق الفيفا السابق، وها هى الآن صارت متاحة، يعنى «اللى ما يشترى يتفرج»، وغدا، تنفض الفيفا يديها من هذا التلوث، لأنها «مش ناقصة فضايح»، ورئيس الفيفا الحالى إينفانتينو يعلم جيدا أنه لو تستر على قطر أكثر من ذلك، لانتهى به الحال مفضوحا كسابقه بلاتر، الذى يستعد الآن لإصدار كتاب يحوى المزيد من فضائح قطر وساركوزي، وبالتآكيد، سلطات إنفاذ القانون فى بريطانيا والولايات المتحدة وسويسرا جاهزة للعمل!
أما بعيدا عن هذه الفضائح، فعمليا، قطر لا تصلح لاستضافة حدث كالمونديال، ليس لأنها مرتع للإرهاب فى المنطقة وممول له، وليس لأنها دولة غير ديمقراطية، وليس لأنها بلا تاريخ سياسى أو رياضي، والمونديال أكبر منها، وليس لأنها معزولة عن جيرانها، وتتولى شئونها ومهمة تأمينها ثلاث دول بينها إيران، ولكن لسبب واحد واضح، وهو الحر، وهو سبب كروى وتجاري، فالطقس فى قطر لا يسمح بإقامة المونديال صيفا، ولا باستضافة مشجعين، وحكاية تكييف الاستادات هذه «خيال علمي» وكذبة كبيرة صدقها بعض السذج، وغير صحية، كما أن أندية أوروبا والشركات الراعية لن تسمح بإفساد بطولات محلية وقارية بمليارات الدولارات من أجل إقامة المونديال فى بلد صغير مجهول فى أشهر الشتاء!
نحن الآن فى انتظار قرار تاريخى من الفيفا!
لمزيد من مقالات ◀ هانى عسل رابط دائم: