رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الإعلام الأجنبى والانتخابات:
أكاذيب وتخاريف.. وأداء مهنى «تحت الصفر»

كتب ــ هانى عسل
الانتخابات الرئاسية

أثبت الإعلام الأجنبي المكلف بتغطية الانتخابات الرئاسية المصرية أنه طرف في صراع، ويؤدي مهمة محددة، وليس مجرد إعلام يتابع ويغطي حدثا، ويقدم لجمهوره تغطية دقيقة وموضوعية ومحايدة.

فبعد فشل وسائل الإعلام الأجنبية المرموقة في توقعاتها بشأن ابتعاد الناخبين عن المشاركة في هذه الانتخابات، بدعوي أنها مسرحية هزلية ومباراة معروفة النتائج سلفا، جاءت تغطية هذه الوسائل لأحداث الأيام الثلاثة لعملية الاقتراع مليئة بالأكاذيب و»التخاريف» والمعلومات المدسوسة، التي تنافي تماما ما دار علي أرض الواقع، في حين تجرأت بعض الصحف والشبكات الكبري علي «تجاهل» الحدث تماما، وكأنه غير موجود!

في اليوم الأول، حرصت وكالة «رويترز» للأنباء علي إخفاء صور طوابير المصريين العديدة أمام الانتخابات، وركزت في الصور التي تبثها عبر خدمتها للعالم كله علي صور لناخب يقف وحيدا داخل لجنة اقتراع، أو علي صور أفراد الأمن والجيش وهم يحرسون إحدي اللجان، وذلك لتوصيل رسالة محددة مفادها أن الإقبال ضعيف.

وتحت نغمة «الإقبال ضعيف» أيضا، وفي إطار سياسات مراسلي وكالات الأنباء الأجنبية الموحدة في تجاهل اللجان الممتلئة بالناخبين، والتنقيب عن لجان هادئة نسبيا، وتقديم تغطية «جنائزية» للحدث، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إنه «في داخل ثلاثة مراكز اقتراع مجاورة في الدلتا، كانت اللجان شبه فارغة، إذ لم يدخل سوي ناخب واحد واثنين كل عشر دقائق»!

وفي اليوم الثاني، فوجئنا بوكالة أسوشييتدبرس للأنباء تبث تقريرًا زعمت أنه عبر مصادرها علي الأرض في شمال سيناء يؤكد أن الإقبال كان منعدما في لجان شمال سيناء التي تشهد عمليات عسكرية وقتالية، علي الرغم من إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات، الجهة الوحيدة التي تملك معلومات مؤكدة عن عملية الاقتراع، كثافة التصويت في لجان شمال سيناء بالذات، خاصة في الشيخ زويد. كما زعمت الوكالة في تقريرها أن إحدي اللجان لم يدخلها سوي عدد محدود من الناخبين علي مدار اليوم، وأن المواطنين لا يشعرون بالأمان!

أما وكالة الأنباء الفرنسية، فالإصرار كان واضحا منذ بداية عملية الاقتراع علي أن الانتخابات محسومة سلفا، وأن المصريين في قبضة الجيش، وأن نسبة الإقبال هي مسألة حياة أو موت وأساس لشرعية هذه الانتخابات، ثم عادت في اليوم الثالث لتنشر تقارير وهمية ومضللة عن أن الإقبال محدود للغاية، مع الاستهزاء والسخرية بالمصادر الرسمية التي أكدت أن نسبة الإقبال جيدة أو كبيرة، وبدت الوكالة وكأنها نصبت من نفسها هيئة انتخابية مستقلة، أو مندوبا ساميا لهذه الانتخابات!

. وعلي النهج نفسه، سار كتاب غربيون برعوا في مهاجمة الدولة المصرية ونشر الأكاذيب عنها، ومن بينهم الكاتب البريطاني الكاره لمصر روبرت فيسك الذي أوقع نفسه في تناقض فادح لا يرتكبه تلميذ في سنة أولي إعلام، عندما قال إن الأقباط هم الذين سيساعدون السيسي علي الفوز بكتلتهم التصويتية، في محاولة لاستعداء باقي المصريين عليهم وعلي الرئيس نفسه، غير أن فيسك نفسه نسي أن يقدم تفسيرا لتصويت الأقباط للسيسي رغم أنهم يعانون الاضطهاد والقمع وحرق الكنائس والسياسات التمييزية في عهده!

إذن، الإعلام الأجنبي اختار السواد: وارتداء نظارة سوداء، بمساعدة رجاله ومندوبيه ومصادره علي الأرض، لتقديم صورة مشوهة للانتخابات الرئاسية المصرية، فنقل السلبيات ونقب عنها، واجتهد في إبرازها، وأنكر إيجابياتها، وتجاهل طوابير وحشود الناخبين وإقبال المرأة والشباب والصور الإنسانية الرائعة التي شهدتها،. الخلاصة أن الإعلام الأجنبي يستحق في أدائه المهني في تغطية الانتخابات الرئاسية المصرية «صفرا كبيرا»، ولو كان هناك تقييم تحت الصفر لاستحقه بجدارة، هذا إذا افترضنا أن ما قدمه هذا الإعلام أداء مهني من الأساس!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق