رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«إلحقوا» أمهاتكم!

أمك عايشة؟ .. إلحق نفسك!

لا تفارقها لحظة لو كنت شابا، لا تغب عنها حتى إذا كنت متزوجا، لا تهتم بأبنائك على حسابها، فغدا ستندم!

احتضنها، قبلها بعنف، اجلس تحت قدميها، اطلب منها أن تضمك إلى صدرها، ولو كنت «بشنبات»!

اطلب منها أن تدللك، وأن تغنى لك، اطلب منها الرضا.

اجعلها دائما تدعو لك، وألح عليها بطلب الدعاء، فدعاؤها لك مضمون 100%، والحبل بينها وبين الله سبحانه وتعالى موصول، ومتين، ولن ينقطع حتى بعد مماتها، والدعوة منها«لا تجلي» أبدا!

تحدث معها، واستمع إليها، واطمئن عليها، ولو عشرين ألف مرة كل يوم، فلن تمل منك.

قص عليها ما تريد من حكايات، لا تخفى عنها شيئا، واطلب منها أيضا أن تقول لك أى شيء، أى حكاية، أى قصة، حتى وإن كانت تافهة.

لا تجلس أمامها وأنت مشغول عنها بالتليفزيون أو الموبايل، أو بالحديث مع هذا وذاك.

إذا هاتفك أحد مهم، قل له «إنى جالس» مع أمى» يعنى «مش فاضي» وليس العكس!

لا تجعلها تتألم، أو تتوجع، فهى نادرا ما تشكو، بل وكثيرا ما تراوغ وتعاند فى مرضها، فتقول لك «أنا كويسة» لكى لاتقلقك، ولكى لا تتكبد من المشاوير والنفقات ما لا تطيق، وهذه هى الحالة الوحيدة التى أنصحك بألا تسمع كلام أمك فيها، فقد يطول المرض، ويشتد عليها، وترى ما لا تطيق، وتقول يا ريت اللى جرى ما كان، فغدا سترحل، ولكن لا تتركها تتألم، قدر الإمكان.

لو ماتت أمك غير راضية عنك، فأنصحك بأن تحفر قبرك لنفسك، فمهما فعلت، لن يجزيك عملك شيئا، وعقوبتك ستكون فى الدنيا يا حلو، لا فى الآخرة وحدها.

أى ذنب يمكن أن يغتفر، وقد يسعفك الوقت لتغتسل من آثامك، لكن إذا ماتت أمك غير راضية عنك، فلن تجدها ثانية، فالأم لا تأتى فى العمر إلا مرة واحدة فقط.

أى عزيز لديك يرحل، سيؤثر فيك كثيرا، ولكنك سريعا ما تنساه فى خضم مشاغل الحياة، وربما تتذكره بين حين وآخر، أما حزنك على أمك، فسيلازمك كظلك، كقرينك، كل ساعة، كل ثانية، مع كل خطوة تخطوها فى حياتك، نجاحا أو فشلا.

غدا تعرف قيمتها، وغدا تعرف الفارق بينها وبين أى شخص آخر، الزوجة، الأبناء، الأحفاد، فالأم «حاجة تانية» حاجة تانية خالص.

اليوم، 21 مارس، أول عيد أم يمر على بدون أمي!

فى هذا اليوم، تتحول أغنيات «ست الحبايب» و«أحن قلب» وغيرهما، إلى «كرابيج» بالنسبة لى ولكثيرين مثلي، وأتمنى لو تتح لى الفرصة لأتوجه بالنصيحة لكل حامل هدية أو تورتة أو دبدوب لأمه فى هذا اليوم أن يفعل لها ما هو أكبر من ذلك، وطوال أيام السنة، وليس فى يوم واحد فقط، ولو كنت أعرف «المستخبي» لطبقت هذه النصيحة على نفسى أولا، بدليل أننى بعد وفاة والدتي، حاولت التظاهر بأننى «جامد» وتحاملت على نفسى وأنا أتلقى تعزية ومواساة الأحباء، ولكن تماسكى هذا كان صرحا من خيال فهوى عندما عزتنى زميلة فاضلة بجملة واحدة هى «أؤكد لك أنك اليوم فقدت كل شيء .. ولن تفقد أى شيء مهم بعدها»!

جلدتنى كلماتها، ولكنها قالت الحقيقة!

احتفلوا بالأم طوال العام، وليس فى عيد الأم فقط، فلا شيء أهم منها، «اعملوا معسكر» تحت أقدام أمهاتكم، قبل فوات الأوان، فهذا المكان هو «الجنة» بعينها.

علموا أبناءكم وبناتكم صلة الرحم، دعوهم يشاهدوا هذا منكم عمليا مع أمهاتكم وآبائكم، علموهم أن الحموات لسن «قنابل ذرية» على طول الخط، فالابنة البارة بوالدتها زوجة صالحة، وأم موثوق فيها، وذات نبل وأصل وكرم، والإبن البار بأمه ليس «ابن أمه» ولا يستحق اللعن، بل شرف و«بركة» له ولزوجته ولبيته، وعزة ومفخرة لأبنائه وأحفاده!

فى هذا اليوم أيضا، علينا أن نتذكر أن هناك أمهات ثكلي، فقدن أبناءهن من أجل أم الجميع، مصر، لا يسألن عن زيت وسكر وشقة ووظيفة وحرية وربيع ونت، ولو خيرهن أحد بين الماء والهواء وبين استرداد قطعة واحدة من أشلاء أبنائهن الشهداء، لاخترن الثانية.

هؤلاء «السوبر أمهات» لن تسعدهن فى عيد الأم هدية أفضل من القصاص لأبنائهن من القتلة، وبقاء هذا الوطن حيا يرزق، آمنا مطمئنا.

.. إلحقوا أمهاتكم، ولا تنسوا تقديم الهدية الواجبة لأمهات الشهداء، وأقل ما نفعله هو أن نعتبر طلباتهن أوامر، ودماء أبنائهن دين علينا.


لمزيد من مقالات ◀ هانى عسل

رابط دائم: