رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«برافو» الصين!

حقيقى «برافو» الصين!

لعبتها صح، وأخرجت لسانها لمهاويس الديمقراطية والليبرالية والمعجبين بلعبة البهلوانات والكراسى الموسيقية التى يسمونها تعددية وتناوب سلطات!

رئيس صح وماشى صح، وضع الصين فى المرتبة الثانية كأقوى اقتصاد فى العالم، بمعدل نمو 6٫8%، ونسبة بطالة 4% فقط، واحتياطى أجنبى يفوق الـ3 تريليونات دولار، و3،3% فقط تحت خط الفقر، يمشى ليه؟ وييجى مكانه واحد تانى ليه؟ وبأمارة إيه؟ وعشان إيه؟ عشان الديمقراطية؟ التعددية؟ تناوب السلطة؟ عشان يبقى شكلنا حلو قدام العالم؟!

بلد سكانها راضون عن حكامهم، لا يعترضون على قراراتهم، وأرجوك لا تقل لى إنهم مقموعون، بالله عليك من هى السلطة أو الحكومة التى تقدر على قمع مليار و300 مليون نسمة لو تحركوا أو ثاروا؟!

دولة غزت الفضاء، وامتلكت النووي، واحتوت جميع الأقليات والأعراق، وصنعت كل شيء من الإبرة إلى الصاروخ، وأغرقت صادراتها العالم، لدرجة أن علم أمريكا الموجود على مكتب ترامب نفسه مكتوب عليه على الأرجح «صنع فى الصين»، لماذا تختار المجهول؟!

دولة اقتحمت آسيا وأدغال إفريقيا، ووصلت منتجاتها إلى أوروبا، ومتوسط دخل الفرد فيها تخطى 16 ألف دولار سنويا، وأصبح بها أثرياء يتصدرون قائمة أغنى سائحى العالم؟ لماذا تغير جلدها؟

دولة أقامت علاقات وطيدة وتعاونية مع دول العالم، قوامها التعاون المشترك، والمصالح المتبادلة، واحترام الآخر، وعدم دس الأنف فى شئون الغير، بعكس الدول التى تفرض علينا الديمقراطية وحريات السداح مداح وحقوق الشواذ بالذوق أو بالعافية، تنشد التغيير ليه؟!

إذن، حسنا فعلت الصين عندما أخرست العالم كله يوم الأحد الماضي، ووجهت ضربة أنزلت النخب الديمقراطية من عليائهم، وأقرت عبر برلمانها منح الرئيس الصينى الحالى شى جين بينج حق الترشح مدى الحياة.

بوتين فعلها من قبل بلعبة الكراسى الموسيقية مع ميدفيديف، ولم يعترض عليه أحد، فقط شوية مقالات تهكمية واعتراضية فى بعض الصحف ووسائل الإعلام الغربية انتهى بها الحال إلى سلة المهملات، وصار بوتين «بعبع» الغرب.

أردوغان فعلها أيضا فى تركيا، وباسم الديمقراطية، باستفتاء غير مقنع، وفى ظل ظروف إجرامية، ومع ذلك، قالوا عليها ديمقراطية، ولا يجرؤ أى بنى آدم فى أى حكومة أو وسيلة إعلامية غربية فى دولة «ديمقراطية» أن «يفتح فمه» وينتقد شرعية أردوغان الذى حبس جميع معارضيه!

وتميم كذلك ديمقراطى جدا فى قطر، ومع ذلك تحميه قاعدة العديد العسكرية التابعة للولايات المتحدة «أم» الديمقراطية فى العالم، ومن ورائها، تركيا «الديمقراطية» جدا، وإيران التى تزعم أنها أيضا ديمقراطية، ويتغزلون فى ديمقراطيتها فى وسائل إعلام غربية مرموقة بلا حياء، لمجرد أن بها تناوب سلطة بضمان نظام الملالي، وطبعا، لا تحدثنى عن ديمقراطية إسرائيل التى تنتهك القوانين الدولية عينى عينك.

وهل ترامب ديمقراطي؟ وهل أوباما ديمقراطي؟ وهل بلير أو كاميرون أو تيريزا ماى ديمقراطيون؟ ألا يتغير هؤلاء سنة بعد أخرى وينفذون جميعهم سياسة واحدة وتكتيكات واحدة ترسمها أجهزة المخابرات لديهم، ويبقى الاختلاف على التفاصيل فقط؟ أليسوا جميعا «دمي» فى أيدى من يحركهم من وراء الكواليس؟

فى كرة القدم يقولون «إللى تكسب به .. إلعب به»، طيب دولة بتكسب برئيس معين، وتسير وفق نظام ثابت، لماذا المغامرة؟ ولماذا الحديث عن رحيل هذا ومجيء ذاك؟ وهل من هتفوا بالتغيير والرحيل فى المنطقة العربية حققوا أى شيء مما يحلمون به؟

ألم يفشلوا فى التعامل هم أنفسهم بديمقراطية وليبرالية مع معارضيهم، و«تحججوا» بأن ثوراتهم فشلت بسبب الثورات المضادة والأنظمة القمعية التى وأدت ثوراتهم؟ ونسوا أنها فشلت بسبب «ديكتاتوريتهم» هم؟

هل تذكرون كيف كان السادة الثوار فى ميدان التحرير يعاملوننا؟ هل تذكرون كيف كانوا يسخرون من الكبار، ومن دعوات الاستقرار، ومن المطالبة بالحفاظ على مؤسسات الدولة؟

ألم يحمل هؤلاء المولوتوف ويقطعوا الطرق علينا؟ ألم يرفعوا السلاح والمتفجرات فى وجوهنا بعد «إبعادهم» عن السلطة؟ ألم يحمل نظراؤهم القذائف والصواريخ والطائرات المسيرة» فى ليبيا وسوريا واليمن؟ ألم تكن الدول «الديمقراطية» أكبر داعميهم؟ ألم تدللهم فى الإعلام، وتطلق عليهم ثوارا ومعارضين ومتظاهرين سلميين وأيقونات ثورة، وفى وقت «الزنقة» «متشددين» و«متمردين»؟

أليس دعاة الديمقراطية ومن يطلقون على أنفسهم معارضة هم أكثر من لا يطيق سماع الرأى الآخر، وأسهل ما لديهم اتهام مخالفيهم فى الرأى بأنهم «مطبلاتية»؟

هوه احنا كرهنا الديمقراطية من شوية؟

مرة ثانية .. برافو الصين على اختيارها ما يناسبها .. وياريتنا «صين»!


لمزيد من مقالات هانى عسل

رابط دائم: