كما توقعنا وحذرنا دائما، سقطت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي.» فى اختبار المصداقية، ومرت بأصعب وأسوأ تجربة يمكن أن تمر بها وسيلة إعلامية، بسبب الإصرار على تقديم معلومات مغلوطة، أو عرض معلومات من مصادر مجهلة، أو عرض أخبار ومعلومات من وجهة نظر واحدة، أو تضخيم عناصر وشخصيات هامشية لا تحظى بأى شعبية ولا أهمية ولا ثقل وتقديمها على أنها زعامات وقيادات ذات كاريزما.
ومن المؤكد أن ما تعرضت له «بي.بي.سي» سيكون مصير كل من يسير على الخط نفسه، والمقصود بذلك، وسائل الإعلام الأجنبية التى اتخذت موقفا معاديا للدولة المصرية، ولإرادة المصريين، ومازالت تصر حتى يومنا هذا على ارتكاب الأخطاء نفسها، بل تدعيم وتجميل صورة الإرهاب، وتقديم المطلوبين جنائيا فى صورة مناضلين سياسيين، وتصوير حاملى السلاح وسافكى الدماء على أنهم «معارضون سلميون»!
وخلال الفترة الأخيرة، خصصت وسائل إعلام أجنبية كثيرة جانبا كبيرا من تغطيتها لمتابعة ردود فعل ضبط المدعو عبد المنعم أبو الفتوح ووضعه على قوائم الإرهاب، نافية الاتهامات الموجهة إليه بالانتماء لجماعة الإخوان «الإرهابية»، مع ترويجها الانتقادات التى وجهتها حركات وشخصيات مناوئة للدولة المصرية لخطورة القبض عليه، تارة بزعم أنه «مرشح رئاسي»، وهو لا يحمل هذه الصفة أصلا، وتارة عبر تصويره على أنه معارض معتدل لا توجد أدلة على ارتباطه بالإرهاب، وهو ما ثبتت مخالفته للواقع ولما هو متوافر لدى السلطات المعنية.
ظهر ذلك فى تغطيات وتقارير لوكالة «رويترز» بتاريخ 14 و15 فبراير الماضي، وفى وكالة «أسوشيتدبرس» بتاريخ 14 و15 فبراير أيضا، وفي« بى بي.سي» بتاريخ 14 و16 من الشهر نفسه، من بينها حديث أبو الفتوح نفسه فى برنامج «بتوقيت مصر» الذى زعم خلاله أن الإرهاب الذى يمارسه بعض شباب الإخوان فى مصر «نضال مسلح»!
وظهر ذلك أيضا فى تقارير «سي.إن.إن» أيام 14 و15 فبراير الماضى ، من بينها تقرير بثته الشبكة الأمريكية بتاريخ 15 زعمت فيه أن انتخابات 2014 الرئاسية نفسها كانت «محل شك»، دون أن تذكر أى أدلة تثبت ذلك.
فى الوقت نفسه، انفردت وكالة «أسوشيتدبرس» للأنباء ببث تقرير مطول يتضمن تفاصيل فيديو منسوب للإرهابيين فى سيناء تحت عنوان «حماة الشريعة»، وما ورد فى الإصدار من دعوات لمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة فى مصر، وتهديد تلك العناصر بمهاجمة مراكز الاقتراع، مع إبراز الوكالة - فى ذات التقرير - الانتقادات التى توجهها جماعة الإخوان والطابور الخامس إلى الانتخابات ودعوتها إلى المقاطعة ارتباطا بذلك، بمايعكس محاولة الوكالة تبرير تلك الدعوات وإضفاء المشروعية عليها، رغم ثبوت تلبس الإرهابيين بالمساهمة فى الترويج لها!
.. هل من المنطق أو الأخلاق أو المهنية إيجاد مبررات للإرهاب؟!
وجاء أيضا فى التقرير الذى بثته وكالة اسوشيتدبرس بتاريخ 12 فبرايرالماضى «من المؤكد أن يفوز الرئيس السيسى بولاية ثانية بعد القبض على بعض المرشحين الرئاسيين الذين يشكلون خطورة وإرغام البعض الآخر على الانسحاب من السباق الرئاسي، دون أن تقدم لنا الوكالة أى مبرر لهذه «الخطورة» التى يشكلها مرشحون أقواهم مرشح حاصل على أقل من 3% فى أحدث انتخابات رئاسية، ومعهم آخرون غير مؤهلين قانونيا لخوض أى انتخابات، وآخرون أعلنوا الترشح بنية الانسحاب!
تري، من سيكون عليه الدور فى السقوط فى اختبار المصداقية، بعد الـ«بى.بى.سى» التى سقطت فى فخ «زبيدة»؟!
رابط دائم: