في الوقت الذي تسطر فيه قواتنا المسلحة وقوات الشرطة صفحات من التاريخ في مواجهة الإرهاب على مختلف المحاور الإستراتيجية، كان من الطبيعي أن تقوم الأذرع الإعلامية للتنظيمات الإرهابية والمخابراتية ولهذه المخططات بدور خبيث في محاولة التشكيك – بطريقة متخبطة - في جدوى هذه العمليات البطولية للجيش والشرطة في شمال سيناء وغيرها، سواء بداية من التشكيك في وجود عمليات أصلا على الأرض، ثم التشكيك في قدرة هذه العمليات على تحقيق أهدافها، ونهاية بشن هجوم عنيف على الهجمات نفسها بدعوى وجود تعاون عملياتي مع إسرائيل، أو بدعوى انتهاك حقوق المدنيين في سيناء وغيرها، فضلا عن استمرار محاولات «تجميل» صورة رؤوس الإرهاب وأعداء الدولة بشتى الصور.
فقد تناولت وكالة «رويترز» ووكالة «أسوشيتدبرس» للأنباء العملية الشاملة «سيناء 2018» باعتبارها تستهدف تهيئة الأجواء لانفراد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالانتخابات الرئاسية المقبلة، مع تكرار الوكالتين استخدامهما للتعبيرات المثيرة للجدل عبر الإشارة للإرهابيين على أنهم «متشددون» أو «متمردون». فقد ذكرت «رويترز» تحديدا في تقرير بثته بتاريخ 9 فبراير 2018 بعنوان «مصر تبدأ عملية كبيرة ضد المتشددين قبيل الانتخابات الرئاسية»، أصرت فيه على وجود علاقة بين عمليات سيناء والانتخابات الرئاسية التي يعد الرئيس السيسي المرشح الأكبر للفوز بها، رغم اعترافها في التقرير نفسه بأن «نجاح أو فشل هذه الحملة من المستبعد أن يؤثر على الانتخابات الرئاسية»!
كما تطرقت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» لتقرير صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية حول شن إسرائيل غارات في سيناء باعتباره «سبقا صحفيا»، للجريدة، رغم أن الموضوع أوردته من قبل مصادر إسرائيلية ذات أهداف معروفة في الترويج لمثل هذه الأخبار الكاذبة والمفبركة، بما يسيء للدولة المصرية، مع الأخذ في الاعتبار ارتباط الصحيفة الأمريكية بدوائر اللوبي المؤيد لإسرائيل في واشنطن.
كما تزامن توقيت نشر الموضوع مع بدء العملية العسكرية الشاملة في سيناء لاقتلاع جذور الإرهاب، وبما يشير لتوافق تلك الأهداف كافة مع أجندة «بى.بى.سى» التى تروج لكل ما يمس السيادة الوطنية في مصر.
والمؤسف أن «بي.بي.سي» أظهرت وجها شديد الانحياز ضد مصر في تقريرها الذي بثته يوم 9 فبراير 2018 تحت عنوان «إخراج السلطان سليم من مصر .. ما بين تصحيح خطأ وقرار طفولي»، حول استنكار صحفي في جريدة «إخوانية» قرار محافظة القاهرة بحذف اسم السلطان العثماني سليم الأول من أحد شوارعها، حيث وصفه بأنه «قرار طفولي» و«يستهدف إرضاء الإمارات» بالتزامن مع زيارة الرئيس لأبوظبي أخيرا، وكأن مقالا في جريدة لا يقرؤها أحد تؤيد جماعة إرهابية يجب أن يتم تقديمه «بالإكراه» على الرأي العام العالمي باعتباره رأيا يتم تقديمه بالتساوي والتوازن مع قرار رسمي له أسانيده.
في الوقت نفسه، واصلت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية تحسين صورة رموز جماعة الإخوان الإرهابية، ومن بينهم محمد أبو تريكة، وإعادة تقديمهم إلى الرأي العام، عبر إبراز ما يمكن وصفه بالوجه الإنساني لتلك العناصر.
وظهر ذلك من خلال التقرير الذي بثته الشبكة يوم 6 فبراير 2018 بعنوان «ابو تريكة يدعو الشباب للبحث عن قدوة لهم، فمن قدوته»؟ حول تصريحات للاعب السابق خلال ندوة بالكويت، حيث دعا خلالها الشباب للبحث عن قدوة، مشيرا إلى أن وفاة والده ألهمته بعد أن مر بظروف صعبة كونه كان فقيرا.
وكثفت وكالة «أسوشيتدبرس» من نشر أخبارها السلبية عن مصر، مع وضوح حرصها على تشويه أي إنجازات تشهدها البلاد، فالاكتشافات الأثرية المتتالية تحاصرها العمليات الإرهابية وانتشار ممارسات التحرش في شوارع المدن المصرية، مع تلميح الوكالة لمحاولة الحكومة المصرية «فبركة» تقارير حول تراجع معدلات التضخم في ضوء اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية.
ونشرت أسوشيتدبرس مع «رويترز» مقابلتين مع هشام جنينة – قبل ضبطه – عرضتا فيهما اتهاماته العديدة لأجهزة الدولة المصرية، لا سيما مزاعمه حول ترتيبتها المشاجرة التي أصيب فيها، مع اعتراف «رويترز» بعدم تقديم المذكور أي أدلة تثبت صحة تلك الاتهامات، إلا أن ذلك لم يمنعها من إبرازها مع الوكالة الأمريكية.
رابط دائم: