رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

موسم الشائعات «المقلوبة»!

أطراف ما، تعمل منذ فترة، على دس ونشر كمية هائلة من الأخبار التى تحمل معلومات أو أخبارا بالتأكيد إيجابية وتدعو للتفاؤل، وتصب فى مصلحة الدولة المصرية فى أكثر من مجال، ولكنها فى واقع الأمر أخبار غير صحيحة، ولا أصل لها، والهدف منها على الأرجح، دغدغة المشاعر، وإحاطة المصريين بأحلام يقظة، حتى يتم بعد ذلك تحميل الدولة ومؤيديها المسئولية عن نشرها، أو عما جاء فيها من معلومات، لتبدو على غرار أكاذيب منصتى «رابعة» و«النهضة» بشأن مقتل بشار، ونزول الملائكة، وظهور جبريل، وغير ذلك من هذا الهراء «الترامادولي»!

على مدى الأسبوع الماضي، قرأنا وتابعنا عبر مواقع «السوشيال ميديا» أكثر من خبر أو معلومة من هذا النوع، نتناول منها ثلاثة أمثلة فقط :

ــ مجلس الوزراء يقرر الأسعار الجديدة للسلع اعتبارا من 29 فبراير 2018، وهى كالتالى : الأرز 3 جنيهات، الزيت 3 جنيهات، السكر 4 جنيهات، اللحمة 50 جنيها، الحديد 4500 جنيه، أنبوبة البوتاجاز 6 جنيهات، الدولار 6٫5 جنيه!!

ــ محمد صلاح يصرح للصحفيين بعد مباراته الأخيرة بأنه سيصوت فى الانتخابات الرئاسية القادمة، وسيدلى بصوته للرئيس السيسي، ويقول إنه يعتبر ضربات القوات المسلحة ضد الإرهاب فى سيناء أجمل من الأهداف التى يسجلها فى الدورى الإنجليزي.

ــ ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكية يطالب مصر بتوفير ممر آمن لخروج الإرهابيين من شمال سيناء، مقابل منح مصر مليار دولار!

أما الحقيقة، فهى كالتالى :

ـ أولا : «البوست» الخاص بالأسعار الجديدة يمكن أن يكون من قبيل الدعابة ليس أكثر، خاصة أنه يتحدث عن قرارات حكومية لخفض الأسعار ابتداء من يوم 29 فبراير الذى لن يأتى أصلا هذا العام، باعتبار أن الشهر الحالى سينتهى يوم 28، ماشى ولكن مع ذلك، فـ«البوست» أيضا خبيث للغاية، وهدفه طرح آمال كبيرة أمام البسطاء من الناس لإيهامهم بأن هناك انخفاضا قادما فى الأسعار قبل انتخابات الرئاسة، حتى إذا ما ظلت الأسعار على ما هى عليه، يخرج من يصرخ لأن الرئيس «خدعنا» والدولة «كذبت علينا» و«اشربوا يا مصريين»! .. وهكذا!

وبالتأكيد، لا ننسى هنا الألعاب الدنيئة التى مارستها «مافيا» التجار الجشعين على مدى ثلاث سنوات للتلاعب بأقواتنا، ولتحدى الدولة، بما فى ذلك حربهم الشعواء ضد محاولات طرح سلع مدعومة أو مخفضة، وآخرها ما رأيناه فى موضوع الدجاج، حيث أشاعوا أنه فاسد، بينما كانوا هم أنفسهم أول من جمعوه من الأسواق لبيعه بالزيادة!

ــ ثانيا : محمد صلاح شاب ذكى جدا، ينأى بنفسه دائما عن الحديث فى السياسة، ويكرر يقول دائما إنه مجرد «لاعب كرة» ومع ذلك، صلاح حدد موقفه بوضوح شديد منذ زمن، فهو مصرى وطنى أصيل ومخلص، فلاح، يعشق تراب مصر، تبرع لصندوق «تحيا مصر» وتحمل كثيرا من الشتائم عندما التقى الرئيس أكثر من مرة، منفردا أو مع منتخب مصر، ونذكر له واقعة رفض الاحتفال بهدف فى مباراة بالدورى الإنجليزى حزنا على شهداء مسجد «الروضة».

ورغم أن التصريحات المنسوبة لصلاح تبدو منطقية ومتوائمة تماما مع اتجاهاته، وتسعدنا جميعا، فإن الحقيقة أنه لم يقلها، ولا يوجد مصدر ولا أصل لها، لا على حساباته الرسمية على فيسبوك أو تويتر، ولا عبر أى وسيلة إعلامية أخري، وربما الهدف من نشرها توريطه فى جدل سياسى عقيم لإرباكه، تماما مثلما يحاول «مجاذيب» الأخ إياه «أمير الإرهاب» فرض «صاحبهم» علينا بشتى الصور بزعم أنه الأفضل و«القدوة» و«الأب الروحي» لصلاح، وهذا غير صحيح، فشتان الفارق بين من يكذب ويحرض و«يراوغ» وبين من يحترم دينه وبلده ويجبر الإنجليز «بعنجهيتهم» على الهتاف للإسلام ورفع علم مصر!

ـ ثالثا: رغم مواقف أمريكا «المريبة» والمتضاربة دائما تجاه مصر، ورغم تواضع أداء تيلرسون الدبلوماسى بصفة عامة، فإنه لم يقل خلال زيارته للقاهرة شيئا بهذا المعني، على الأقل «فى العلن» ولا أعتقد أنه يجرؤ على قول ذلك أصلا أمام أى مسئول مصري، وكل ما قاله للصحفيين، هو أن أمريكا تدعم مصر فى حربها على الإرهاب، وتأمل فى انتخابات رئاسية شفافة وذات مصداقية، وهو ما أغضب عصابات «الميديا» الأمريكية التى تتهمه الآن بتجاهله الحديث عن «القمع» وعلى الأرجح، تسريب تيلرسون الهدف منه إظهار مصر أنها تقبل التفاوض فى أمور سيادية!

.. انتبهوا يا مصريين من هذه الموجة من الشائعات «المقلوبة» وتحروا مصادرها ومصداقيتها أولا قبل نشرها وتصديقها!


لمزيد من مقالات ◀ هانى عسل

رابط دائم: