حفلت وسائل الإعلام الأجنبية بالأخطاء والمبالغات والتجاوزات المهنية الخطيرة وغير المبررة تجاه تناول الشأن المصري، ومن الواضح أن هذه التجاوزات ستزيد وتيرتها مع النجاحات التى تقوم بها قواتنا المسلحة وقوات الشرطة من عمليات فى مواجهة الإرهاب
على المحاور الاستراتيجية كافة، ومع اقتراب انتخابات الرئاسة.
فقد واصلت وكالة «رويترز» للأنباء نشر تقاريرها المنسوبة لمصادر أمنية مصرية «مجهلة»، حيث ادعت - هذه المرة ــ انضمام بعض ضباط قوات الأمن المصرية للجماعات الإرهابية، فى محاولة مكشوفة للتشويش على تضحيات الجيش والشرطة فى مصر فى مواجهة الإرهاب، وهو ما دفع بالهيئة العامة للاستعلامات لمناشدة الصحفيين والمراسلين الأجانب العاملين فى مصر ضرورة تجنب استقاء أخبار أو معلومات عما يسمى بـ»مصادر مطلعة»، أو «مصادر أمنية» لتسريب معلومات وتصريحات خاطئة لمصادر مجهولة.
وجاء فى تقرير بثته الوكالة بتاريخ 30 يناير 2018 تحت عنوان «ضباط سابقون يشكلون خطرا أمنيا متزايدا» زعم أن مقتل أحد الضباط السابقين المنتمى إلى جماعة «أنصار الإسلام» فى ضربة جوية لم يثن المزيد من ضباط الجيش والشرطة عن الانضمام إلى صفوف الجماعة المذكورة، وهى معلومة لا أحد يعرف ما إذا كانت لها أرقام أو إحصائيات أو أدلة تؤيدها أم أنها مجرد محاولة من الوكالة لتضخيم الأمر، وتصويره على أنه «ظاهرة»!
فى الوقت نفسه، أفرطت وكالة «أسوشييتدبرس» للأنباء فى توجيه اتهامات مباشرة للقيادة السياسية فى مصر بدعوى مسئوليتها عن ضعف مستوى المنافسة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وعن تراجع الحريات والممارسة الديمقراطية فى البلاد، كما تضمنت تقارير الوكالة تصريحات لأشخاص تم تقديمهم على أنهم «معارضون» مصريون، يهاجمون فيها الدولة، ويدعون لمقاطعة الانتخابات صراحة، وبما يؤكد كذب مزاعم الوكالة حول انعدام حرية الرأى فى مصر.
فقد بثت الوكالة بتاريخ 30 يناير 2018 تقريرا تحريضيا أشبه بـ «الاحتفالية» بعنوان «تحالف مصرى يدعو لمقاطعة الانتخابات الرئاسية»، حول الدعوة التى وجهها تحالف مكون من ثمانية أحزاب معارضة ونحو 150 شخصية عامة مؤيدة للديمقراطية لمقاطعة الانتخابات المقررة فى مارس المقبل، ووصفهم بها بـ«السخيفة»، فى محاولة من الوكالة لإظهار أن هذه الأحزاب والشخصيات لها ثقل سياسى ولها وزن، ولها كلمة مسموعة، وتعبر عن الغالبية العظمى من المصريين، بينما هى فى واقع الأمر، لا تعبر سوى عن أصحابها، فى حين أن التحالف المكون من ثمانية أحزاب، يعبر عن أحزاب لا وجود لها على الأرض، وربما لا تعبر سوى عن ثمانية أشخاص فقط!.
وعلى مدى الفترة الماضية أيضا، تعمدت «رويترز» و«أسوشييتدبرس» ومعهما شبكة «سي.إن.إن.» الأمريكية التضخيم من شخص هشام جنينة رئيس جهاز المحاسبات سابقا، واستباق التحقيقات فى حادث المشاجرة الذى تعرض له عبر التلميح إلى وقوف الدولة وراء تدبير الحادث، ردا على مواقفه «المعارضة»، وخاصة بعد مشاركته فى حملة الفريق سامى عنان، وذلك بطبيعة الحال قبل أن يصطدم الطرفان ببعضهما البعض بسبب التصريحات المنسوبة لجنينة عن وجود وثائق خطيرة مع عنان، وهو ما نفاه محامى عنان لاحقا.
وحرصت «بي.بي.سي» و «سي.إن.إن» على الترويج لفكرة أن السلطات المصرية ترهب وتقمع جميع المرشحين المحتملين لمنافسة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الانتخابات، مع تجاهل تمام لفكرة أن هؤلاء الأشخاص الذين يتم تقديمهم فى الإعلام الأجنبى على أنهم معارضون وأبطال ومقموعون، ليسوا سوى شخصيات هامشية لا تحظى بأى أهمية ولا ثقل لدى المصريين، بدليل أن أكثر من واحد من هذه الشخصيات سبق ترشحه فى انتخابات سابقة زعم الإعلام الغربى أنها كانت «نزيهة»، ومع ذلك سجلوا فشلا «قياسيا» فيها، وسجلوا أرقاما مخجلة فى عدد الأصوات التى حصل عليها كل واحد منهم، ولكن أحدا لا يقرأ التاريخ، ومن لا يقرأ التاريخ، لا يدرك الواقع، ولن يتنبأ بالمستقبل.
cnn
هؤلاء الأشخاص الذين يتم تقديمهم فى الإعلام الأجنبى على أنهم معارضون وأبطال ومقموعون، ليسوا سوى شخصيات هامشية لا تحظى بأى أهمية ولا ثقل لدى المصريين، بدليل أن أكثر من واحد من هذه الشخصيات سبق ترشحه فى انتخابات سابقة زعم الإعلام الغربى أنها كانت «نزيهة»، ومع ذلك سجلوا فشلا «قياسيا» فيها، وسجلوا أرقاما مخجلة فى عدد الأصوات التى حصل عليها كل واحد منهم، ولكن أحدا لا يقرأ التاريخ، ومن لا يقرأ التاريخ، لا يدرك الواقع، ولن يتنبأ بالمستقبل.
رابط دائم: