رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ديمقراطيتكم ..لا تلزمنا!

لا أدرى لماذا ارتعد بعضنا عندما تباكى الأمريكان وماكين على «الديمقراطية» فى مصر؟

أى ديمقراطية هذه التى يتحدثون عنها؟ ولماذا مصر بالذات التى يطالبونها بالديمقراطية؟

هل الديمقراطية «كخة» عندما لا تعجبنا نتائجها؟ هل لابد أن يكون لدينا «عشرميت» مرشح و«نقطع بعض» وتسيل الدماء أنهارا لكى تكون لدينا تعددية وديمقراطية؟ هل يجب أن يكون الرئيس الديمقراطى منتخبا بفارق 1% حتى ينال الرضا والاعتراف؟ هل يشترط فيه أن يكون عميلا أو «دلدولا» لدول ومخابرات وصحف أجنبية؟

أين كانت هذه «المناحة» على الديمقراطية عندما وصلت «الجماعة» للسلطة بديمقراطية التزوير والترهيب؟ أين كنتم عندما كان ثواركم «الديمقراطيون جدا» يقتحمون الأقسام ويسرقون المحال ويقطعون الطرقات؟ أى ديمقراطية هذه التى تؤدى بنا إلى ضياع وطن للأبد كالذين فقدوا أوطانهم وباتوا لاجئين عندنا وعندكم؟ أى ديمقراطية هذه التى نتمسح فيها ونحن فى حالة حرب ضد إرهاب أنتم من صنعه وموله ودعمه؟ أى ديمقراطية هذه التى توجب علينا إبعاد قادتنا فى خضم هذه المعركة لنأتى برئيس يعيد الجيش إلى ثكناته ويفكك جهاز الشرطة ويهيل التراب على مؤسسات الدولة ويبيع الأرض والعرض، ويفتح أبواب مصر للدواعش؟

وأى ديمقراطية هذه التى جاءت برؤساء وقادة «مسخرة» وقتلة ونصابين وفاسدين عبر التاريخ؟ أى ديمقراطية هذه التى جاءت بهتلر وهايدر وبلير وبوش الابن وأوباما وترامب ونجاد وهنية وأردوغان و«المعزول»؟ هل صنعت روسيا مجدها الحالى بالديمقرطية؟ هل لعبة الكراسى الموسيقية بين بوتين وميدفيديف ديمقراطية؟ هل صنعت الصين نهضتها الاقتصادية بالديمقراطية؟ ألم تبدأ نهضة كوريا بعد انقلاب الجنرال «بارك»؟

هل الأمريكيون «سعداء» بالديمقراطية التى جاءت لهم برئيس يتهمونه هم بالغباء والجنون والوقاحة تارة، وفى أفضل الظروف بأنه «يعامل معاملة الأطفال»؟

هل توجد ديمقراطية فى قطر؟ هل توجد ديمقراطية فى أى من دول المنطقة؟ هل الديمقراطية التى يزعمون أن إسرائيل جنتها وواحتها هى الديمقراطية التى تروق لهم؟ هل احتلال الأرض وقتل النساء والأطفال ومخالفة القانون الدولى من الديمقراطية؟ هل جرائم أردوغان فى سوريا وضد الأرمن والأكراد ديمقراطية؟ هل وجود منصات إرهابية وتحريضية على أرضه ديمقراطية؟ هل اعتقاله مئات الآلاف من شعبه وقمعه الصحافة والحريات والإنترنت، ديمقراطية؟

طيب، هل جاء «مطبلاتية» الياسمين والبوعزيزى فى تونس بالديمقراطية؟ هل جاء قتلة القذافى بالديمقراطية إلى ليبيا؟ هل جاءت توكل كرمان بالديمقراطية إلى اليمن؟ هل جاء ثوار سوريا بالديمقراطية إلى بلدهم؟ هل جاء الجلبى بالديمقراطية إلى العراق؟

حتى أولئك الذين «يصدعوننا» بمحاضرات عن الديمقراطية لم يطبقوها على أنفسهم.

هل كانت أمريكا نفسها ديمقراطية عندما حاربت العراق وأفغانستان دون «تفويض دولي» بدعوى الحرب على الإرهاب؟ هل كان بوش الابن وبلير ديمقراطيين عندما تجاهلا احتجاجات النخب والشارع، وشنا حرب العراق بسبب معلومات كاذبة؟ هل كانت فضيحة أبو غريب «ديمقراطية»؟ هل معتقل جوانتانامو «ديمقراطية»؟ ماذا حدث لفرنسا عندما تعرضت للإرهاب؟ ألم ينتشر الجيش فى الشوارع مع أول عملية إرهابية؟ ألم يتم إعلان الطوارئ مع ثانى عملية؟ ماذا فعلت بريطانيا مع شركات التكنولوجيا والإنترنت التى تنشر المحتويات المتطرفة أو الضارة بالأمن القومي، هل تعاملت معها بديمقراطية؟ أم أقرت التنصت والرقابة والمحاسبة؟

ثم تعالوا هنا :

هل شرعية الديمقراطية مستمدة فقط من كونها «أفضل الوحشين» وأرحم من الديكتاتورية؟ هل تريدونها مجرد «كرافتة أنيقة على جسد عار»؟

لماذا يفترضون أن الديمقراطية هذه «دين» أو «ملة أو مذهب» أو «عقيدة» وكأن الله قد خلق السماوات والأرض والإنسان من أجل الديمقراطية؟

أى ديمقراطية هذه التى يتساوى فيها رأى العالم مع الجاهل، الشريف مع اللص، الطبيب مع المتسول، بحجة أن «الكلمة للصندوق» وأن «البشر سواسية»؟ أى ديمقراطية هذه التى يتساوى فيها الناخب الحر المستقل مع ناخب الرشاوى والزيت والسكر والجنة والنار؟

إن ما نعرفه أن الديمقراطية هى حكم الشعب، لا حكم العملاء، والضعفاء، وديمقراطية مصر هى الواقع الذى ترونه الآن على الأرض، فهى التى جاءت بالسيسى إلى الحكم فى انتخابات نظيفة عام 2014، وهى التى ستمنحه ولاية ثانية بانتخابات أنظف، حتى لو لم تعجبكم، أما الديمقراطية التى تؤدى إلى انهيار دولة، وإبعاد الأصلح من أجل من لا يصلح، فلا تلزمنا، ولا نريدها، وننصحكم من الآن أن «تبلوها وتشربوا ميتها» أو فلتبحثوا عنها فى قطر أو تركيا أولا، وبعدها نعدكم بأن نفعل مثلهم!


لمزيد من مقالات ◀ هانى عسل

رابط دائم: