ماذا نفعل لو قطعت الإدارة الأمريكية معونتها.. لا ينبغى أن تهتز دولة فى حجم مصر أمام هذا القرار ويجب أيضا أن يعلم صاحب القرار الأمريكى أن هذه المعونة كانت مرتبطة باتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل وكانت تقدم بصفة مشتركة موزعة بين البلدين وكانت إسرائيل تحصل على النسبة الأكبر.. وقبل هذا فإن هذه المعونة كانت تمهيدا لمشروع لم يتم وهو مشروع مارشال لتنمية الاقتصاد المصرى أسوة بما حدث بعد الحرب العالمية الثانية فى أوروبا.. إن السؤال ماذا لو قطعت أمريكا معونتها.. اننى هنا أتقدم بفكرة إلى رجال الأعمال المصريين أن يجتمع عدد منهم وليكن 20 أو 50 شخصا ويقرروا توفير هذه المعونة للاقتصاد المصرى بحيث يقدم كل واحد منهم ما بين 20 إلى 50 مليون دولار كل حسب إمكانياته.. إن هذه المبادرة تعنى الكثير بالنسبة للمواطن المصرى وللدولة المصرية وقبل هذا هى تأكيد لمعنى الانتماء الحقيقي.. إن هذه المبالغ لا تمثل الكثير بالنسبة لرجال الأعمال المصريين وفيهم المئات القادرون على تقديم هذه المبالغ وهى لفتة إنسانية ووطنية أمام الشعب المصرى سوف يكون لها كل العرفان والتقدير.. وقبل هذا هى رد على كل من يتصور أن مصر يمكن أن تفرط فى ثوابتها ومواقفها فقد انتهى زمن التنازلات والمساومات لأن إرادة المصرين أغلى من كل شئ بما فى ذلك المعونة الأمريكية.. إن مثل هذا الموقف النبيل من رجال الأعمال المصريين سوف يعكس صورتهم الحقيقية كمواطنين أوفياء لوطنهم وهو يعيش ظروفا صعبة يتحمل فيها الشعب كل الشعب مسئولياته تجاه الوطن بكل النبل والترفع.. لقد اتخذت مصر فى الأيام الأخيرة مواقف واضحة وصريحة ضد قرار الرئيس ترامب بإهداء القدس كاملة إلى الدولة العبرية وعلى الرئيس الامريكى أن يعاقب 128 دولة وقفت ضد قراره فى الأمم المتحدة.. أرجو ان يناقش رجال الأعمال المصريون هذه الفكرة بحيث يقدم كل واحد المبلغ الذى يراه فى هذه المبادرة وأنا على ثقة أن الشعب المصرى سوف يقدر هذا الموقف فهذه هى مصر وهؤلاء هم ابناؤها.
[email protected]
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: