هوامش حرة
سامية صادق والزمن الجميل

رحلت سامية صادق أنشودة الإذاعة المصرية وصوتها الضاحك دائما والمبتسم مع كل صباح كانت من أفضل الأصوات التى شدت بالشعر فى محاورات جميلة مع الراحل الكبير فاروق شوشة..

كان صوت سامية صادق يحمل عبق الزمان الجميل والإحساس الصادق والمهنية العالية وكيف يكون العمل الإعلامى الإذاعى من حيث الدقة والتجرد والأمانة.. إن سامية صادق وردة فى حديقة الإذاعة المصرية العريقة بكل نجومها الكبار ولا أريد أن أذكر رفاق مشوارها حتى لا أنسى منهم أحدا.. عرفت سامية صادق سنوات طويلة وهى فى مواقع المسئولية وحين خرجت من الإذاعة وجدت عشرات الأبواب مفتوحة أمامها ولكن بقيت لها معنا ذكريات طويلة فى حول الأسرة البيضاء وفنجان شاى وسهرات كثيرة أمتعت بها جمهور الإذاعة حين كان يستقبلها بالحب فى كل مكان.. فى السنوات الأخيرة اختفى صوت سامية صادق وإن بقى فى أعماق محبيها.. عندما أصابتنى أزمة قلبية منذ سنوات وجدتها تقف على رأسى فى المستشفى ومعها الصديقة د. درية شرف الدين ويومها كان الحديث ممتعا رغم محنة المرض وقسوة زمان لا يقدر البشر ولا الأشياء.. سوف تبقى أشياء كثيرة من سامية صادق.. هذا الوجه المبتسم دائما صوتا واحساسا وهذه الخبرة الإذاعية النادرة التى تركت خلفها أجيالا كثيرة تعلمت منها ومنحتها البريق والشهرة والثقافة ومع رحيل سامية صادق تخسر الإذاعة المصرية صوتا من أجمل أصواتها وحضورا كان دائما جذابا ومتألقا.. سوف تبقى صفحات كثيرة فى مجلدات الإذاعة المصرية عن حياة سامية صادق الإذاعية والصديقة والإنسانة الرقيقة التى كانت دائما نموذجا للالتزام المهنى والأخلاقي.. لا أدرى ماذا بقى فى سجلات الإذاعة من صوت سامية صادق ولكننى أعلم أن لها تسجيلات شعرية كثيرة فى الإذاعة والتليفزيون كما أن لها حلقات نادرة مع رموز مصر فى برنامجها الشهير فنجان شاى وسوف يجد المشاهد فى هذه الأعمال إذاعية قديرة تركت أثارا طيبة حين كانت فى موقع المسئولية وحين كانت تغرد للشعر والجمال.

[email protected]