هل يستطيع الرئيس ترامب أن يتنازل لليهود فى أمريكا عن بضعة أمتار فى كاليفورنيا أو سان فرانسيسكو أو فيرجينيا. من أين جاءت هذه الشجاعة، لكى يقدم مدينة القدس بكل تاريخها هدية لإسرائيل، وماذا يملك فيها حتى يصدر مثل هذا القرار. لقد حذر الرئيس ترامب المجتمع، الدولى بأنه سيقطع المعونات الاقتصادية عن كل من يعارض قراره أى أن أمريكا الآن ستقف أمام العالم كله فهل اختار الشعب الأمريكى رئيسا كى يعادى البشر جميعا.. إن الرئيس ترامب يتعامل بمنطق العصابات ومن يملك القوة يفرض على الجميع إرادته.. إن فى القدس نصف الأماكن المقدسة التى عاش فيها الأنبياء أو عبروا منها أى إنها تجمع إلهى وفيها قامت عشرات الحضارات عبر آلاف السنين وفى كل المحافل الدولية كانت قرارات الأمم المتحدة تؤكد أن للقدس وضعا خاصا وإنها ستأتى فى المرحلة النهائية للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل إن أمريكا الآن تقف فى مواجهة مع العالم كله حدث هذا فى مجلس الأمن أمام القرار المصرى وحدث فى الجمعية العامة للأمم المتحدة وحدث فى هذه المظاهرات التى اجتاحت عواصم العالم ترفض القرار الأمريكى وتندد به.. إن السؤال الذى ينبغى أن يطرح نفسه هل المواطن الأمريكى على استعداد لأن يعادى العالم كله من أجل عيون تل أبيب وهل يعقل أن أمريكا بلد الحريات وحقوق الإنسان تقبل اغتصاب وطن فى قرار مجنون من رئيس يمارس السياسة بمنطق المقاولات.. هل يمكن أن تقف أمريكا وتتحدى مليارات من البشر من أجل بضعة ملايين يسكنون إسرائيل إن القدس ليست مدينة عادية، لأنها تمثل رصيدا تاريخيا ولها قدسية خاصة لدى المسلمين والمسيحيين من كل دول العالم. لقد خسرت أمريكا على يد ترامب ما لم تخسره منذ ظهرت على خريطة العالم ولا أحد يدرى ربما جاء يوم يقوم فيه الرئيس الأمريكى بعقد صفقة مع يهود العالم لبيع كاليفورنيا أو لاس فيجاس أو شيكاغو.. إن ما حدث مع القدس يضع أمريكا أمام حقيقة تاريخية مؤكدة إنها لم تعد وطن الحريات وحقوق الإنسان ولكنها بلد المقاولات والاتجار فى أوطان الآخرين وهذه نهاية مؤسفة على يد رئيس كل تاريخه تجارة الأراضى والمقاولات.
[email protected]
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: