تلقيت رسالة مؤلمة من عدد من أهالى وأبناء مركز ومدينة ديروط وبعض القرى التابعة لها..الرسالة ملخصها أن عشرات الآلاف من أبناء هذه المدينة لا يجدون مدفنا لذويهم كما أن أسعار المدافن إن وجدت يكون سعرها خياليا.. هذه الرسالة عكست حالة من القلق النفسى وتركت خلفها سؤالا مهما لماذا لا تستغل الدولة الظهير الصحراوى الغربى لهذه المدينة؟ ويتم تخصيص مائة فدان على سبيل المثال لإقامة مدافن مخططة ومنظمة بسعر مناسب للبسطاء ..وهذا لن يكلف الدولة كثيرا فهناك آلاف الأفدنة تمت السيطرة عليها بنظام وضع اليد.. وهناك من يتسولون مدفنا صغيرا لوجه الله.
الناس هنا فى مدينة ديروط يعانون أمورا كثيرة لعل أبرزها تجاهل المسئولين لبلادهم، فالمسافة بين مدينة ديروط والمحافظة تتجاوز 60 كيلو مترا وهى ليست بالبعيدة فهناك مدن فى محافظات أخرى تبعد 200 كيلو عن مقر المحافظة.. ناهيكم عن أن رؤساء القرى وتوابعها لا يشعرون بأى رقابة فلا هو فارق معهم رصف طريق ولا انارته.. ولا هم يكترثون بتكدس الفصول بالمدارس.. وتجدهم يرددون عبارة أهى ماشية وبتعدى.
هناك على سبيل المثال شكوى أخرى لأبناء ديروط الشريف تتعلق بمياه الشرب التى تهبط عليهم من صنابير المياه برائحتها النتنة ومنظرها الاصفر لدرجة إنهم يقولون إنها تسببت فى تفشى الامراض بين الحيوانات فكيف يعيش عليها الانسان.. لا أحد هناك يكترث بتفاصيل كثيرة.. أكتب هذا الكلام بمناسبة النقاش المطروح من جانب مسئولين بوزارة التنمية المحلية ومحافظة أسيوط منذ الاسبوع الماضى حول إعداد مخطط تفصيلى جديد لمدينة ديروط هذا المخطط يتعلق بتطوير هذه المدينة التى ظلت منسية طويلا.. فهل ينظر هذا المخطط لكل هذه المشكلات وغيرها.. هل يذهب المخططون الى نصف مليون مواطن يشعرون بالنسيان ويستمعون الى مشاكلهم المزمنة والتى تمثل أبسط حقوقهم الانسانية. لا أبالغ عندما أقول إن هذه المدينة (ديروط) وعشرات القرى التابعة لها تعانى مشاكل لا حصر لها.. تلوث المياه واهمال الطرق وسوء التخطيط وغياب التنسيق وفوضى التكاتك والمواصلات وعدم وجود مدفن وغيرها.. فهل ننظر إليها.؟
لمزيد من مقالات أحمد فرغلى رابط دائم: