من الطبيعي أن ينشغل الناس مبكرا بانتخابات الرئاسة المقبلة وأن تتردد أسئلة كثيرة حول الأسماء المحتمل دخولها إلي المنافسة.
والحقيقة إن هذا الانشغال الذي برز بوضوح في الآونة الأخيرة يمثل ظاهرة إيجابية لأنه عندما تتعلق أبصار الناس وعقولها بحاكمها المرتقب فإنها تبعث برسالة مفادها أنها تناشد كل من سيملك شجاعة الدخول إلي السباق الكف عن مواصلة تذكيرهم فقط بأوجاعهم ومشاكلهم الراهنة وإنما الأمل كل الأمل في الاستماع إلي وعود صريحة وبرامج مجددة حول كيفية الإسراع بالخروج بهذا الوطن من الأزمات الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية.
ومن حسن الحظ أن الناس باتت مهيأة للاقتناع بأن تقتلع من وعيها أي شعور بأن الدولة وحدها هي المكلفة بكل شيء وهذا ما يمنح الرئيس القادم لمصر فرصة أوسع لاستنهاض همم المجتمع بأسره وبالذات أجيال الشباب التي أحسن الرئيس السيسي في الرهان عليها منذ توليه الحكم ونجح في إيصال رسالة لهم مفادها أن مرحلة القرارات الفوقية قد انتهت وإنه لا وصاية علي الفكر والاجتهاد والإسهام بالآراء.
وليست هناك جلسة دردشة شاركت فيها مع أصدقاء ومعارف بينهم أهل معرفة ببواطن الأمور وخفايا الكواليس السياسية إلا وكان الحديث عن أمنيات متجددة في أن يحفظ الله لمصر أمنها واستقرارها وأن يحرص أي رئيس يفوضه الشعب الإمساك بزمام الأمور علي أن يكون علي اتصال دائم ووثيق بالناس لكي يقيس علي الطبيعة نبض الرأي العام وهو يتابع مصير الأوامر التي يصدرها بهدف التأكد من أن قراراته وتوجيهاته تعرف طريقها إلي أرض الواقع ولم تعبث بها أصابع المعوقين!
وظني أن هذا الانشغال الحميد بمقعد الرئاسة يمثل بادرة طيبة نحو مستقبل أفضل وإنتاج معادلة بين الرئيس وشعبه بضمان أمن الوطن وتأمين الاحتياجات المشروعة للمواطنين!
خير الكلام:
<< عندما يكثر الجهلاء تزداد غربة الحكماء!
[email protected]
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: