رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
عميل الأمريكان !

قل عن الرئيس الأمريكى ترامب ما يحلو لك (مثير للجدل، مندفع، صدامي..)، لكن ليس بإمكانك أن تتهمه فى وطنيته، وخدمته المصالح الأمريكية العليا على طريقته الخاصة !

لا تستسلم لفكرة أن ترامب اتخذ قرار الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل لمجرد الوفاء بعهد قطعه إبان حملته الرئاسية أو لمغازلة اللوبى اليهودى المتغلغل فى أروقة دوائر صناعة القرار الأمريكى فى وقت حرج لترامب، الذى يحتاج لدعم كل الحلفاء وهو يواجه تهديدات حقيقية قد تكلفه منصبه على وقع التطورات الدراماتيكية للتحقيقات حول اتصال معسكره بروسيا إبان حملته الانتخابية، أو لرغبته فى إرضاء صهره اليهودى جاريد كوشنر، لأن فى أغوار السياسة كن منفتحا على أتفه الأسباب !

كل الأسباب السابقة لم تكن كافية لأن يحول ترامب وعدا سابقا لأسلافه إلى واقع يفرضه على العالم,فهو مجرد واجهة لقرارات يتم اتخاذها داخل المؤسسات الأمريكية السيادية وبمباركة أجهزة الأمن القومى والمخابرات ويبلغ عددها نحو 17 جهازا ولا تقتصر على الـ(سى آى إيه)، ومن المؤكد أن تلك الأجهزة لن تضحى بالمصالح الأمريكية وبمواطنيها بالخارج، ولابد أنها رصدت بشكل استباقى ردود الفعل العربية والإسلامية المتوقعة بعد القرار ورأت أنه لا خطر حقيقى على أمريكا بعد نقل سفارتها إلى القدس.

ومن المؤكد أن عملاء الأجهزة الأمريكية بالخارج قد أبلغوا قياداتهم أن العالم العربى والإسلامى منكفئ على مشكلاته وأن الشارع مهموم بمشكلاته الاجتماعية وبالصراعات الدموية التى أطلقت لها العنان الجماعات التكفيرية التى لم تطلق رصاصة على الكيان الصهيونى وسكبت من الدماء، يضارع ما ارتكبته إسرائيل من مذابح منذ بدء الصراع مع العرب.توقعت أمريكا مظاهرات محدودة هنا وهناك,هتافات زاعقة لشباب متحمس ومجموعات (مندسة) لأغراض أخرى، ولامانع من حرق العلمين الأمريكى والإسرائيلى فلا جديد،لكن المفاجأة التى صدمت أجهزة المخابرات الأمريكية ودفعتها لمراجعة أساليبها فى الرصد والمتابعة بالمنطقة خروج مظاهرات تحمل شعارات ثورية غاضبة من نوع جديد تندد بترامب صارخة:(يا عميل الأمريكان ) !

 

[email protected]

[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: