"جميع من خاض اللعبة سعداء بالموت".. كلمات مرعبة أطلقها فيليب بوديكن، شاب روسي، مخترع لعبته المجنونة، وأطلق عليها "الحوت الزرق"، و هي تطبيق يُحمّل على أجهزة الهواتف الذكية، يتلقى من يلعبها أوامر على مدار 50 يوماً تنتهي بطلب الانتحار عند مرحلة تحدي الموت.
البداية أن ترسل معلومات عنك وترسل صور شخصية خاصة بك ولا يُسمح للمشتركين بالانسحاب من هذه اللعبة، وإلا عرض أسرته لتهديدات بالقتل بسبب كمية المعلومات التي بادلها عن حياته الشخصية.
لعبة "الحوت الأزرق" إحدى الألعاب الخطيرة التي استطاعت بتصميمها الجميل أن تجذب الأطفال عبر عدة تحديات تسيطر على عقل الطفل وتجعله يتحدى نفسه أو يدخل في تحد مع أصدقائه من أجل التغلب على هذه التحديات الواحدة تلو الأخرى، وهو ما يفسر وقوع 5 حالات انتحار في مدينة سطيف الجزائرية .
"بلال" و"فيروز" مراهقان من الجزائر يبلغا من العمر 16 سنة، انتحرا شنقاً، وقال والد بلال :إن ابنه كان " هادئا ومجتهداً في دراسته، قبل أن يتغير سلوكه فجأة، حيث عزل نفسه عن مجتمعه وأسرته وظل طوال المدة الأخيرة يعيش منفرداً مع تليفونه المحمول، إلى أن تم العثور عليه، جثة هامدة بمنزله".
كل التكنولوجيا المصدرة من الخارج نأخذ أسوأ ما فيها تاركين الإيجابيات فالمحمول أصبح نوعا من البرستيج والتفاخر بالحديث بصوت عال خاصة عند عبور الطريق أو داخل السيارة،ومواقع التواصل الإجتماعي لساحات ردح وسب وقذف لمن نعرفه أو لا نعرفه ،وحولنا الأجهزة الذكية لألعاب افتراضية لا فائدة منها مثل البوكيمون، أيضا أي فيروس يظهر في أي مكان في العالم يتم القضاء عليه مثل أنفلونزا الطيور والخنازير، ولكن بمجرد دخولها مصر يحدث نوع من العشرة والألفة بيننا وبين الفيروسات المستحدثة فتتوطن داخل بلادنا .
والد بلال، الذي كان يجهل وجود لعبة قاتلة اسمها الحوت الأزرق، يحذر اولياء الأمور ويدعوهم إلى ضرورة مراقبة أبنائهم بعدما تحولت الإنترنت من "تكنولوجيا العصر إلى سمّ قاتل يهدد الأطفال والمراهقين"، مطالبا في نفس الوقت بضرورة حظر هذه اللعبة التي أدخلت الخوف والحزن إلى بيوت الجزائريين.
اللعبة تعتمد على استنفاذ قوى المشاركين العقلية والجسدية وتحولهم لحالة اكتئاب يستطيع من خلالها التحكم بهم. والنهاية تطلب اللعبة من المشارك الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين.
هل الجهات المسئولة في مصر وصلت لها هذه المعلومات وهل اللعبة دخلت مصر أم لا وهل هناك رقابة عليها لمنعها حفاظا علي أرواح أولادنا، أم أننا سننتظر الطوفان حتي يغرق أطفالنا وندفعهم للإنتحار.
لمزيد من مقالات عادل صبري; رابط دائم: