رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
نحن...وجلباب الماضي

[email protected]

 

فجأة هبت الرياح (المباركية) على البلاد,عادت مصر فى غفلة إلى حقبة الحزب الوطنى المنحل وجلباب الماضي,وكأن هناك من يستكثر على هذا الشعب الصابر أن يأخذ طريقه نحو مستقبل أكثر إشراقا,وأن يلفظ ما تبقى من تشوهات عقود مضت حملت من الأعباء والمظالم ماتنوء بحمله أمم أخرى .

ففى خضم ما تقوم به القيادة السياسية من أعباء وتدشين للمشروعات الكبرى وهذا الزخم فى الإنجازات تستشرف بها مستقبلا يليق بعظمة هذا الشعب خروجا من شرنقة الفقر وتردى الخدمات وضحالة العلم والثقافة فيما فات,يخرج علينا الرئيس الأسبق مبارك ببيان ينفى فيه ضلوعه فى مخطط غربى لمنح وطن للفلسطينيين فى سيناء.

وفى توقيت متزامن يثير العجب يطل علينا من نافذة الماضى المرشح الرئاسى السابق أحمد شفيق وهو من رموز المرحلة المباركية ولاعب أساسى فى معترك ثورة يناير وماتلاها, ليعلن أنه ينتوى الترشح للرئاسة وهو الإعلان الذى ألقى بحجر ضخم فى بحر هادئ استيقظنا بعده لنجد الرجل بيننا.

لا نشكك فى وطنية الرجلين «مبارك وشفيق», فكلاهما خدم البلاد فأصابا وأخطآ وإنجازاتهما على المستوى السياسى والخدمى ماثلة للجميع ولا ينكرها إلا جاحد,ومن حق شفيق أن يمارس حقه فى الترشح للرئاسة إذا لم تكن هناك عوائق قانونية, لكن السؤال: إلى متى ستظل مصر رهينة للوجوه القديمة كالشخص الذى لا يجد مفرا من مطاردة الماضى وكوابيسه,إن جاز التشبيه؟

أحد أسباب تباطئ سرعة التطور فى حركة مجتمعنا هو الحنين الدائم للماضى ومقاومتنا العنيدة للتغيير,والأخطر استمساك معظم اللاعبين الرئيسيين السابقين بالأضواء والتشبث بالبقاء دون اعتبار لمقتضيات تغير الظرف الراهن.

ولا يقتصر هذا السلوك على ميدان السياسة وحده, ولا ينطبق على كبار القوم وحدهم بل يكاد يكون سلوكا شعبيا محببا نجده دائما من حولنا, فالمشتاقون لايتصورون توارى المريدين عن حياتهم فيظلون لاهثين وراء أى فرصة للبقاء تحت الأضواء ويهون معها أى تنازل أو مذلة !

[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: