رئيس مجلس الادارة
عبدالمحسن سلامة
رئيس التحرير
علاء ثابت
استحوذت سيناء على تفكير الراحل الدكتور جمال حمدان، فاحتلت مكانة بارزة فى كتاباته ومؤلفاته بوصفها أهم وأخطر مدخل لمصر على الاطلاق .. وترجع الأهمية الاستراتيجية لسيناء من عدة جوانب لعل أهمها أن مثلث سيناء هو الرابط الحيوى بين آسيا وإفريقيا، لدرجة أنه اعتبرها الحبل السرى بين القارتين، فسيناء هى حلقة الوصل المباشرة بين مصر والشام .. وكانت بمثابة طريق الحرب وقد قيل إن الجيوش عبرت عليها منذ فجر التاريخ مئات المرات..ولا تأتى الأهمية من هنا فقط بل إنها تأتى من كونها كانت وما زالت هى طريق التجارة وخطوط الإقتراب بين الشرق الفلسطينى والغرب المصري، فضلا عن كونها كانت طريق الحج القديم وكانت معبر رحلات الحجيج من بلاد المغرب وغيرها إلى الأراضى المقدسة. ويعد محور الوسط بسيناء هو الأكثر أهمية فهو الطريق الذى يمتد الى الإسماعيلية وقد ركز عليه الاعداء دائما لأنه الطريق المؤدى مباشرة الى قلب الدلتا والقاهرة فى مصر فضلا عن كونه المتاخم لقناة السويس التى تمثل هدفا استراتيجيا لمصر وأهمية القناة ليست بحاجة إلى التدليل والكتابة، فالعالم كله يعرف ماذا تعنى قناة السويس له ولمصر .. وخلاصة القول إن هناك 3 خطوط استراتيجية تعزز أهمية هذه البقعة الغالية على قلب كل مصري..الأول خط الحدود ..والثانى خط المضايق من السويس إلى بحيرة البردويل والثالث هو خط القناة نفسها، وكل واحد من هذه الخطوط هو بمثابة شريان حياة لمصر ..فخط الدفاع الأول يقع قرب الحدود السياسية ويبدأ من رأس خليج العقبة حتى منطقة العريش على البحر المتوسط مارا بطابا ورأس النقب وغيرها ..وهكذا لا تتسع هذه الزاوية لتوضيح كل التفاصيل المهمة والأبعاد الاستراتيجية لهذه البقعة من الأرض المصرية..فالتاريخ لا يغفل أبدا كيف ظلت سيناء دائما محصنة تحصينا أساسيا منذ بدء التاريخ وحتى ايام سليم الأول وفى عصرنا الحديث ولا يكاد يخلو تاريخ أى حاكم مصرى من تحصينات سيناء عسكريا ..فسيناء ليس صندوقا من الرمال كما يتوهم البعض انما هى صندوق من الذهب يدرك أهميته كل المصريين منذ فجر التاريخ ..كما إنها ليست مجرد فراغ بل هى العمق الجغرافى المهم وخط الدفاع الأول والأخير. لمزيد من مقالات أحمد فرغلي