رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
(بلاك فرايداى)

يوم الجمعة الماضى كان يوما عالميا، يحتفل فيه العالم بأضخم عروض تخفيضات، واعتاد المتسوقون أن يطلقوا عليه (بلاك فرايداي)، أو الجمعة السوداء,وهو توصيف مقبض ليوم من المفترض أن يكون سعيدا على المتبضعين والمتسوقين! ويبدو أن قوى الشر أرادت أن يكون هذا اليوم اسما على مسمي، فكان الهجوم الغادر فى (البلاك فرايداي)على مسجد الروضة بشمال سيناء، لتتشح مصر كلها بالسواد. لكن المفارقة التى ينبغى الإشارة إليها أنه إذا كان توصيف يوم الجمعة بـ(السوداء) يثير الاستغراب لدى المتسوقين، فهو يثير لدينا نفس المشاعر تجاه إعلام غربى ترك الفعل الإرهابى ودس أنفه فى رد الفعل.

فما استنكرته صحيفة (الجارديان) البريطانية على مصر باستخدام (القوة الغاشمة) للرد على الإرهاب، وسارت على دربها صحف غربية أخري، يمثل حلقة جديدة من حلقات الإزدواجية التى تنتهجها عواصم بعينها، تعتبر أن الرد على العدوان بكل قوة ممكنة هو حق مكتسب لها وحدها، وأنه ينبغى أن نغمض العين على القوة (الغاشمة) التى أطاحت بأنظمة حكم فى ليبيا والعراق وأفغانستان جراء الاشتباه فى تورطها بالإرهاب!

كنا ننتظر إعلاما غربيا أكثر تعقلا، يتحدث عن أن يكون الحل الأمنى لكابوس الإرهاب فى مصر متوازيا مع فتح حوار مع البيئة الحاضنة للمتشددين، التى تضم شبابا غير مسجل أمنيا لم يجد من يحتويه، وتم تركه رهينة لمن يجيد غسيل الأدمغة ودفعها للشر. نحن بحاجة فعلية لأن نتحدث مع شركاء فى الوطن قد نختلف معهم سياسيا، لكننا نريدهم شركاء حقيقيين فى البناء عبر حوار ناضج، تفرض من خلاله دولة القانون مظلتها على الجميع لينضوى الخصوم تحت راية المعارضة السلمية. وهذا لا يعنى تراخيا للدولة, بل يعبر عن دولة قادرة على محاصرة البيئة الحاضنة للإرهاب، وفرز المنتمين إليها ما بين معارض سلمى أو إرهابى معاد للمجتمع.

التجربة الديمقراطية ودولة القانون كفيلتان بمنح الأمل للمحبطين والمهمشين فى حياة أفضل، وفى جدوى التعبير السلمى عن آرائهم، سواء كانوا مؤيدين للسلطة أو معارضين، وأن هناك مسارا سياسيا يعطى فرصا لجميع القوى السياسية للوصول للسلطة، باستثناء دعاة الإرهاب.

[email protected]
[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: