>> المشروعات الكبرى التى يتم إنجازها فى بلدنا هى من الأصل.. ليس لها حظ مع الإعلام.. وتكتمل الحكاية.. بأننا من شهر وحتى نهاية الشهر.. نعيش وقتًا لا صوت فيه يعلو على صوت انتخابات الهيئات الرياضية!. فى ظل ذلك جاء افتتاح مشروع بحيرة غليون بكفر الشيخ للاستزراع السمكى!.
نحن أمام عمل عظيم غير مسبوق.. هو أول بداية حقيقية لتصحيح أخطاء قائمة من سنين طويلة فى محافظات مصر وضحيتها عاصمة مصر!. عمل عظيم يستهدف التصدى لفجوة غذائية تتسع عامًا بعد آخر.. لأن الأفواه التى تأكل تزداد 2 مليون فى العام!. عمل عظيم نقل محافظة بأكملها من حال إلى حال!. عمل عظيم.. شأن كل الأعمال العظيمة التى يقوم بها جيش مصر عسكريًا ومدنيًا!. «إيه» الحكاية؟.
الحكاية بدأت قبل سنتين.. فى حديث للرئيس السيسى أشار فيه لأهمية تحرك الدولة بشكل مواز لآليات السوق للتخفيف عن المواطنين عمومًا ومحدودى الدخل تحديدًا. كلمات الرئيس وضح أنها لم تكن للاستهلاك.. إنما إشارة إلى فكرة غير مسبوقة.. تمت دراستها وتدبير احتياجاتها وتقرر البدء لتحويلها إلى واقع.. هو أكبر مزارع سمكية فى الشرق الأوسط.. لسد فجوة تتسع يومًا بعد يوم على مدى سنين طويلة.. بين احتياجات الشعب الغذائية التى تتضاعف وبين قدرتنا الإنتاجية التى تتراجع!. فجوة يستحيل تداركها إلا بفكر مختلف.. يقدم حلولًا مختلفة.. بمشروعات لا مشروع.. إنتاجها قادر على تغطية العجز القائم من سنين.. ومواجهة التزايد اللامعقول فى التعداد.. ومن هنا ظهر مشروع قناة السويس للاستزراع السمكى فى مرحلته الأولى التى افتتحت من سنة بحجم ألف حوض ومرحلته الثانية 4 آلاف حوض يتم افتتاحها خلال شهر ويصل إنتاجها إلى 100 طن من السمك يوميًا!.
ومن أيام ظهر مشروع بركة غليون بكفر الشيخ.. وهو وحده حكاية!.
حكاية.. لأن حجم الأعمال التى تمت.. من يوم بداية العمل فى يوليو 2015 وحتى افتتاح المرحلة الأولى فى نوفمبر 2017.. حجم هذه الأعمال التى تم إنجازها فى هذا الوقت.. هو إعجاز يحسب لقدرات المصريين الهائلة!.
فى سنتين أصبح لمصر مزرعة سمكية متكاملة على مساحة 4 آلاف فدان.. تضم 1359 حوضًا للأسماك والجمبرى. منطقة خاصة للمفرخات وإنتاج الزريعة. منطقة بحثية. منطقة صناعية على مساحة 55 فدانًا.. تضم أربعة مصانع.. الأول: مصنع للفوم.. طاقته الإنتاجية 1200 عبوة يوميًا. والثانى: مصنع للثلج طاقته 60 طنًا يوميًا. والثالث: مصنع لأعلاف الأسماك.. طاقته 180 ألف طن سنويًا.. والرابع: مصنع لتجهيز وتعبئة وتغليف الأسماك.. طاقته 100 طن فى اليوم.
اللواء أ.ح حمدى بدين رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية.. استعرض مراحل إنشاء المدينة السمكية الصناعية غليون.. والتى بدأت فى يوليو 2015 بتوقيع عقد مع شركة متخصصة فى مجال الاستزراع السمكى بالصين.. بمقتضاه تقوم الشركة الصينية بتدريب العمالة المصرية ونقل الخبرات لهم والاستمرار فى العمل إلى ما بعد افتتاح المشروع.. الذى شاركت فى تنفيذه 50 شركة مصرية.
الذى لم يذكره اللواء حمدى بدين.. لاستحالة أن يذكره....
عزيمة وإصرار الرجال.. على تكرار ملحمة حفر قناة السويس!. لا وقت فى الـ24 ساعة بدون عمل.. لا فرق بين النهار أو الليل.. ولا تراجع أمام حر أو برد.. لأجل إنجاز المهمة فى وقتها المحدد!.
الفكرة التى كانت على ورق.. تحولت إلى 1359 حوضًا تنتج بالفعل سمكًا!. الدراسة التى كانت حروفًا فى كلمات على سطور.. باتت أربعة مصانع ومنطقة بحثية وعملاً هائلاً ينتج 100 طن سمك يوميًا!.
مَن غير منظومة الانضباط والنظام والالتزام.. يقدر على تنفيذ هذا المشروع العملاق فى سنتين؟.
فعلًا نحن أمام حكاية.. مبهرة.. من حكايات شعب عبقرى.
الحكاية.. بعد سنتين من حديث الرئيس السيسى.. أنه أصبح بالفعل عندنا الآن مشروع عملاق فى غليون يقدم لنا كل نهار 100 طن سمك!.
الحكاية.. أنه يجرى حاليًا تنفيذ المزرعة السمكية بشرق التفريعة وتشمل 3960 حوض أسماك بحرية.. طاقتها الإنتاجية المتوقعة 16 ألف طن فى الدورة.. إضافة إلى 1614 حوض أسماك مياه عذبة.. تُنْتِج 10 آلاف طن فى الدورة!.
الحكاية.. أنه حاليًا يتم تنفيذ مشروع آخر فى منطقة مثلث الديبة ببورسعيد.. يشمل 41 حوض أسماك بحرية طاقتها 250 طنًا و20 حوض جمبرى إنتاجها 100 طن.
الحكاية.. مشروع آخر للاستزراع السمكى فى الأقفاص البحرية بشرق التفريعة.. ويشمل المشروع 100 قفص بحرى.. تم عمل 50 قفصًا منها بالفعل.. بطاقة إنتاجية للقفص الواحد من 20 إلى 25 طنًا.
الحكاية.. أننا أيضًا أنجزنا عندنا مشروعًا عملاقًا آخر موعدنا مع إنتاجه الشهر المقبل.. أتكلم عن افتتاح مشروع قناة السويس الذى يضم 4 آلاف حوض.. تقدم لنا كل صباح 100 طن سمك!.
الحكاية.. أن لنا عملًا عظيمًا لم يتكلم أحد عنه.. رغم أنه بداية الحل الجذرى لمشكلة قائمة منذ سنين طويلة تعدت نصف القرن.. مشكلة إهمال التنمية فى محافظات مصر.. وبإهمالها أو انعدامها.. ظهرت مشكلة المشاكل.. الهجرة الداخلية من كل المحافظات.. تجاه القاهرة تحديدًا «المحظية» بالاهتمام وبالإعلام وبالمشروعات.. وأى مصنع أو صناعة.. القاهرة صاحبة النصيب.. رغم أن ثلاثة أرباع هذه المصانع.. نظريًا وعمليًا.. مكانها المحافظات.. والحمد لله أنهم زمان لم يفكروا فى الاستزراع السمكى.. لأنهم كانوا سينفذونه فى القاهرة.. ويأتون بالمياه المالحة حتى القاهرة فى مواسير أو ترع وربما جالونات.. ما علينا!.
رد فعل إهمال تنمية المحافظات.. ظهر فى القاهرة.. وبإمكانك أن تراه بعينيك حول الطريق الدائرى.. الذى كشف وفضح إحدى أهم مشاكلنا وأخطرها.. هجرة أهالينا من محافظاتهم للقاهرة بحثًا عن لقمة العيش.. ولأن القاهرة نفسها غير قادرة على تحمل من يقطنون فيها.. أوجدوا هم الحل لأنفسهم.. بالبناء العشوائى حول القاهرة من كل اتجاه.. فى غياب الدولة والنظام والتخطيط وكل ما هو حضارى.. وهذا ما فضحه الطريق الدائرى.. وهذا هو دليل.. وجود هجرة داخلية هائلة من محافظات مصر.. تجاه عاصمة مصر.. بحثًا عن عمل!.
الحكاية.. أن مشروع المدينة السمكية فى غليون.. مرحلته الأولى المقامة على 4 آلاف فدان.. فتحت فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.. لعشرات الآلاف.. الذين عملوا فى إنشاء هذا المشروع العظيم.. ويعملون فى أحواضه ومصانعه.. وينتجون يوميًا 100 طن سمك!.
الحكاية.. أن بركة غليون تحديدًا.. بهذا المشروع تحولت من نقطة ارتكاز الهجرة للخارج.. إلى قلب نابض لأكبر مشروع غذائى فى مصر والشرق الأوسط كله!.
ما شـاء اللـه عليكِ يا مصر!.
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.
........................................................
>> الواقع يقول «إن أصغر ناد بمصر.. عدد جماهيره التى تشجعه وتنتمى له.. أكبر من عدد كل المنتمين للأحزاب السياسية مجتمعة فى مصر!».
تلك الحقيقة.. هى الإجابة الصريحة الواضحة.. على تساؤل طرح نفسه بقوة هذه الفترة.. حول ظاهرة المال الكروى أو الوجه الآخر للمال السياسى.. الموجودة بقوة فى انتخابات الأندية الكروية.. ولا وجود لها فى الأندية غير الكروية!.
تزامن انتخابات الأندية فى فترة قليلة محددة.. أظهر ما كنا لا نراه من ظواهر.. وقت كانت انتخابات أى ناد بعيدة عن الآخر بشهور طويلة.. إلا أن!.
التنافس الذى انقلب إلى صراع.. شهدناه فى أندية المحافظات الصغيرة.. مثلما رأيناه فى أندية القاهرة والإسكندرية الكبيرة!.
لو أخذنا أندية هليوبوليس والجزيرة والمعادى والصيد وسبورتنج مثالًا.. باعتبارها أندية كبيرة غير كروية.. نجد أن المنافسة الانتخابية هائلة.. وصلت إلى مرحلة الصراع فى بعضها.. أى مرحلة الحروب الكلامية بما فيها من تحريف للحقائق وشائعات وأشياء أخرى!. حدث هذا ويحدث فى الأندية المصنفة اجتماعيًا وثقافيًا.. وهذا خروج عن المألوف فى انتخابات هذه الأندية.. وأمر يجب أن تتداركه وتتصدى له مجالس الإدارة الجديدة!.
أيضًا.. رغم أن هذه الأندية عريقة ومكانتها الاجتماعية كبيرة.. إلا أنه لا وجود للمال الكروى فى انتخاباتها.. رغم وجود صراع كبير للوجود فى مجالس إدارتها!. لماذا؟.
لأن هذه الأندية.. نفوذها لا يتخطى أسوارها!. لا جماهير لها خارجها.. يمكن استقطابها فى التأثير على الرأى العام!.
باختصار.. الانتخابات الرياضية هذه السنة.. ليس لها مثيل فى أى انتخابات جرت من قبل!. الظواهر التى اجتاحت هذه الانتخابات.. تستحق الدراسة والتحليل من الدولة!. والله فلوس رجال الأعمال فى انتخابات ناد واحد كانت تبنى نادياً جديداً!. الجماهير الكروية المنتمية لأى ناد.. لابد من الحفاظ على هويتها الرياضة.. إن كنا نريد الارتقاء بالرياضة المصرية عمومًا وكرة القدم تحديدًا.. والبداية عودة الجماهير للمدرجات.. والعودة ليست سهلة.. لأن الاختراق الذى استهدف الجماهير فى 2011 وما بعدها.. مازالت له بقايا.. يمكن أن تتجمع وتكبر.. بظهور هذا الحجم من المال الكروى.. فى الانتخابات التى جرت وتجرى فى أندية مصر الكروية!.
هل بلغت.. اللهم فاشهد!.
........................................................
>> القائمة...
كلمة واحدة.. ومع ذلك.. هى على كل لسان وتتردد يوميًا آلاف المرات فى الانتخابات الرياضية!. «ليه»؟.
المرشحون لرئاسة وعضوية مجالس إدارة الأندية الرياضية.. كل رئيس يختار من سيعمل معهم ويعملون معه.. نائب وأمين صندوق و7 أعضاء أربعة فوق السن وثلاثة شباب.. وهذا الاختيار هو ما أُطْلِقَ عليه القائمة.. التى قامت عليها «القيامة» واختلف عليها أعضاء الجمعيات العمومية!.
أعضاء معها وهى النسبة الأكبر التى تمثل الاتجاه الغالب فى أى انتخابات!. وهناك أعضاء ضد القائمة.. وحجتهم.. أنهم يرفضون الوصاية.. ومن حقهم أن ينتخبوا من يريدون وعدم التقيد بالقائمة!.
والطرف الثالث.. مؤيد للثانى فى رفض القائمة.. إلا أنه يضيف «لمسته» التى أراها سببًا فى انهيار مجالس إدارة بعد انتخابها!. «اللمسة» أو النصيحة.. تحريض الأعضاء لاختيار نصف القائمة والنصف الآخر ممن هم ضد الرئيس.. لأجل معارضة الرئيس.. والأعضاء «بيصدقوا».. ونفس الأعضاء هم من يتعجبون.. من انقسام المجلس المنتخب من أول جلسة.. ثم استقالة نصفه بعد ذلك!.
لنا أن نتصور حال أى ناد.. يعيش بنصف مجلس.. وسط مناخ مسموم.. قائم على تبادل الاتهامات والشائعات.. لأن الاستقالات التى تمت.. سببها الخلافات.. والخلافات.. أساسها النصيحة المغرضة إياها.. انتخبوا من يعارض الرئيس فى المجلس.. وكأن المعارضة وظيفة أو مهنة!. عضو «شُغْلِتُه» معارض.. وعلى طول الخط يعارض.. بصرف النظر عما إذا كان القرار الذى يعارضه صحيحًا أو خطأ.. المهم أنه «يِقْرِف» الرئيس فى عيشته!. أندية كثيرة وجدناها تعمل بنصف مجلس.. والسبب عدم التجانس من البداية!.
ويبقى النوع الرابع فى الانتخابات.. وهم أعضاء النادى الذين يحرضون الجمعية العمومية على عدم حضور الانتخابات من الأصل!. دعوة هدّامة بكل المقاييس.. الهدف منها تقليل أعداد من يحضرون الانتخابات.. لغرض فى النفوس!. حضور الانتخابات حق للعضو لأجل اختيار من يقودون النادى.. وحق النادى على العضو.. لاختيار الأفضل.. وليس المقاطعة!.
أنا شخصيًا مع القائمة.. التى حددها المرشح للرئاسة.. والتى يرى فيها التمثيل الأمثل لأعضاء المجلس المشاركة له فى تنفيذ البرنامج الذى وعد به!. عنده برنامج يريد تنفيذه.. ومشاكل لابد من حلول لها!. البرنامج والمشاكل والاحتياجات.. تتطلب خبرات محددة وسمات مميزة.. وهذا ما يحاول المرشح للرئاسة ضمان توافره فى قائمته.. لتنفيذ برنامجه وتحقيق طموحات ناخبيه.. باعتبار المهمة التى يخوضها تكليفًا بعمل وليست تشريفًا بمنصب!.
أريد هنا توضيح نقطة لقطع الطريق على من يزايدون ويقولون.. إن القائمة مصادرة لحريتهم فى الاختيار!. أقول: يا سيدى العضو.. أنت حر فى اختيارك!. أمامك أكثر من رئيس بقائمته.. رشح من تريد.. شرط الحرص على إبقاء تجانس المجلس.. وهذا لن يحدث إلا باختيار الرئيس وقائمته.. بدون «تجويد» وحذف وإضافة فى القائمة!.
هذا الالتزام حق النادى عليك سيدى الناخب.. وليس قيدًا على حرية اختيار!. حق النادى.. انتخاب المجلس المتجانس.. لأجل العمل لا «الخِنَاق» والخلاف!.
سيدى عضو النادى.. تحديد المرشح للرئاسة قائمة بأسماء مجلسه.. ليس وجاهة أو تعاليا.. أو لا مؤاخذة «تناكة».. إنما هو منطق عادل وحق طبيعى له على الجمعية العمومية.. التى تريده رئيسًا وتريد منه تنفيذ برنامجه وتحقيق طموحاتها.. حقه أن تختار الجمعية العمومية.. الأسماء التى حددها.. باعتبارها القادرة على معاونته فى تنفيذ برنامجه وتحقيق طموحات أعضائه.
سيدى.. عضو الجمعية العمومية فى أى ناد.. الأصل فى الانتخابات.. أنها تكليف لا تشريف!.
تكليف من الجمعية العمومية.. لمجلس إدارة اختارته وفقًا للقائمة المعلنة له.. وبقدر حجم هذا التكليف.. وحجم التكليف يقاس بعدد الأعضاء الذين حضروا الانتخابات...
... بقدر هذا التكليف.. يكون الحساب للمجلس فى أول جمعية عمومية بقرار واحد لا اثنين!.
إما توجيه الشكر للمجلس.. أو سحب الثقة من المجلس!.
سيدى عضو النادى.. لا تترك عقلك لأحد.. ولا تخضع صوتك لغير رأيك!.
سيدى عضو النادى.. الانتخابات ليست مسرحًا للخلافات الشخصية وتصفية الحسابات أو التنفيس عن عُقَد نفسية...
صوتك فى الانتخابات.. حق أولادك وأحفادك فى التمتع بحياة طبيعية داخل ناديهم!
وللحديث بقية مادام فى العمر بقية
لمزيد من مقالات إبراهيـم حجـازى رابط دائم: