رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

روح التسامح

 يقولون أن الذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب وتأخذ بالثأر وتعاقب، بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين..تذكرت هذه المقولة وأنا أتابع حالة الضجيج الإعلامى والصحفى وعلى «فيس بوك» وتويتر فى قضايا عديدة ..والتى تهدر كل طاقتنا وأوقاتنا فى  قضايا تافهة  ، ومعارك وهمية.
فمثلا فى قضية المطربة شيرين عبدالوهاب ..لا أختلف  أولا مع أحد أنها منفلتة وتمتلك من الرعونة الكثير ..وتستحق العقاب .. كما أنها أيضا اعتذرت واعترفت بالخطأ ومع ذلك استمرت حالة الجلد والهجوم وتبارى الكثيرون فى وأدها ،ولم يقل أحد أنها تحب وطنها مثل الجميع ، وأنها تملك  رصيدا يسمح بقبول اعتذارها  ولو لم تغن سوي »سلم ع الشهدا اللي معاك..سلم علي كل اللي هناك» بهذا الإحساس الحزين والشامخ..
واقعة شيرين ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ..لكن  ليس هناك أدنى  شك  فى أن ما  يحدث فى  مجتمعنا  يعد أمرا مقلقا ويجب عدم الاستهانة به ويستدعى بالقطع  إحياء روح التسامح في المجتمع وتجنّب التباغض وبث روح الود  و تأكيد أدب الاختلاف وتجنُّب سلبيات الاختلاف ...فهل نحن حريصون على تعلم فن الخلاف؟؟
أخيراً ،كلنا نعرف  أن الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للودِّ قضية، وإذا لم أكن معك فأنا لست ضدك..لكن كون البعض يعمل على تصفية البعض الآخر على صفحات التواصل فهذه كارثة لأن الكل يتحول إلى جلاد سواء بحق او بدون وجه حق ..الخطير أيضا  أننا نختلف فى قضايا لا يختلف عليها أحد فمثلا فيما يتعلق بأحداث الإرهاب، ففى وسط اللحظات الصعبة  وربما تكون دماء الشهداء لا زالت ساخنة إلا انك تجد من يتعامل مع الحدث بنوع من الرومانسية والعته والهبل أحيانا ولا يفرقون بين مقتضيات الأمن القومى واحتياجات محشى ورق العنب  ويقولون كلاما ليس فى موضعه ..وهكذا ..نحن فى حاجة الى معرفة ما يجب أن نقول ومتى ؟.. نحن فعلا بحاجة لإعادة حساباتنا وإعادة روح التحاور البناء ،ليس فى الإعلام فقط ولكن فى كل جوانب الحياة .


لمزيد من مقالات أحمد فرغلى

رابط دائم: