"ابتسم أنت في مصر" فيلم مصري روسي يتم التجهيز له الآن بهدف الترويج للسياحة المصرية في العالم بصفة عامة وروسيا بصفة خاصة، ومن المقرر أن يتم عرضه في دور السينما المصرية والروسية في آن واحد، ويقوم بأدوار البطولة بعض النجمات الروسيات، ومن الفنانين المصريين عمرو واكد ومحمد نور وأحمد جمال سعيد وأيمن منصور.
الفيلم يهدف للترويج للسياحة في مصر ... منطق غريب نفس الطريقة التي نعالج بها مشاكلنا مع الدول الأجنبية، فقديما عالجنا رغبة مصر في تنظيم كأس العالم عن طريق الطبل والزمر وحفلات العشاء للوفود التي من حقها التصويت واختيار الدولة المضيفة وكانت النتيجة صفر المونديال الشهير، ومن أيام قليلة كان استبعاد السفيرة مشيرة خطاب من رئاسة منظمة اليونسكو لعدم وجود حملة تعرف كيف تتعامل مع الدول صاحبة الحق في التصويت وإتباع اسلوب المقالات الصحفية والبرامج الدعائية والتي لا تهم هذه الدول وقد لا تصل إليه.
فيلم دعائي لا يحمل أسم نجم مصري مشهور سوي عمرو واكد أما نجمات روسيا فكل مؤهلاتهم والتي نشرت في الصحف والمواقع الاكترونية هي مواصفات تتعلق بالجمال والرشاقة وهو ما يفضله الشعب المصري والذي قد يدخل لمشاهدة الفيلم بحثا عن إغراء نجمات روسيا، بينما لن يدخله المواطن الروسي أصلا رغم أنه هو المستهدف من مشاهدة الفيلم فالإغراء ليس هو المدخل الحقيقي للتأثير عليه .
أيضا ومن باب أولي منع الأفلام والمسلسلات والتي تذاع أغلبها في رمضان ويعاد إذاعتها بدءا من شوال وهي تصور مصر بلد الفساد والدعارة والإرهاب وعدم الأمان فكيف أكذب أفلاما تخرج من مصر ومن يقوم بها من إنتاج وتمثيل وإخراج مصريين بينما أصدق فيلم دعائي أبطاله روس والمقصود في النهاية هم السياح الروس لزيارة مصر وليس العكس.
أيضا برامج التوك شو اليومية والتي ترصد السلبيات ساعة بساعة طوال اليوم وتؤكد علي تقصير الحكومة والأمن وأن مصر هي بلد الجهل والمرض فتفعل بذلك أكثر دعاية سيئة لمصر، والسياح مضطرون لتصديقهم لأنها برامج تخرج من داخل مصر وليس خارجها والقنوات التي تذيعها خاضعة لرقابة الحكومة.
يجب تغيير المفاهيم في تنشيط السياحة، فالافلأم الدعائية أو المهرجانات والتي يتم دفع مبالغ باهظة لها لن تعيد السياحة لمصر ... أسألوا الخبراء ... أسألوا أصحاب الفنادق التي أغلق معظمها خاصة في الأقصر .. أسألوا سائقي الحنطور والمراكب النيلية .. أسألوا خفراء معابد الآثار والتي نهبت في أيام الثورة وما قبلها وما بعدها .. وأخيرا أسالوا ديسباسيتو والذي أستطاع عن طريق أغنية حققت خلال أيام أرقاما قياسية في المشاهدة أن يقوم بأكبر عملية دعاية للسياحة المغربية .. أسألوا كل هؤلاء فحرام عليكم أن تكون مصر بها كل ما يتمناه السائح الغني والفقير ولكن السياحة تكون في "بلدك" وتقسم "لغيرك" .
لمزيد من مقالات عادل صبري; رابط دائم: