جاءت استقالة الحريري مفاجئة، بل صادمة للمقربين والحلفاء والخصوم. ولكن، ما النتائج المترتبة علي هذه الاستقالة؟ تشكل هذه الاستقالة ضربة مباشرة، تكاد تكون قاضية، ولو مرحليا، للعهد الذي سيواجه ابتداء من اليوم، شبه شلل في المؤسسات، وتعطيلا للكثير من المشاريع، وإطاحة بالكثير من الوعود. كما تعني الاستقالة، خصوصا، انتهاء التسوية التي أدت إلى انتخاب الرئيس ميشال عون، مع ما لذلك من نتائج متصلة. ولا ننسى أيضا، أن الانتخابات النيابية، باتت في حكم التأجيل الجديد، وأصبح موعدها في علم الغيب.
استقالة الحريري، لا تعتبر حدثا داخليا لبنانيا. ففي هذا التوقيت تمثل خطوة معناها الوحيد، أن الصراع على لبنان، سيتصاعد خلال المرحلة المقبلة، بالتوازي مع التطورات الميدانية في سوريا، حيث يستعد النظام و"حزب الله"، وحلفاؤهما لمعركة الرقة، في ظل مساعي إيران، لتأكيد نفوذها في مواجهة ترامب وخصومها الإقليميين. أي أن لبنان وسوريا، سيكونان في مقدمة محاور الصراع المحموم بين طهران وواشنطن. أما على المستوى الإقليمي، فتعد هذه الخطوة هي رسالة، ببدء صفحة جديدة من التصعيد والتصادم المباشر بين الرياض وإيران. وعدا عن كون الاستقالة مفاجئة، بدا أن أغلب المراقبين، وضعوا خطا تحت شكل الاستقالة، إذ أتت من الرياض وليس من بيروت، فيما وصفها آخرون، بتحصيل الحاصل في لعبة لي الأذرع بين الرياض وطهران. فهل تفتح الاستقالة باب صدام بين القوتين الإقليميتين؟ وهل تتحمل بيروت ضريبة هذا الصراع؟
نستطيع أن نقول وباختصار، إن الحريري استقال، وسيبقى على الأرجح فترة طويلة في الرياض، واللافت أن الإعلان عن الاستقالة جاء من وسيلة إعلامية سعودية. لبنان دخل اليوم في المجهول، أما موعد الخروج، فقد يكون بعيدا جدا.
لمزيد من مقالات ابراهيم النجار; رابط دائم: