فى المواجهة
«الحمد لله»

(الحمد لله فى السراء والضراء, الحمد لله فى المنع والعطاء, الحمد لله فى اليسر والبلاء). قيمة هذا الدعاء لم تعد لها مثقالها فى ميزان حياة الكثيرين ،من يعتبرون أن ما أنعمه الله عليهم من الخير هو حق مكتسب . فقد اعتاد بعضنا نمطا معينا فى الحياة يميل إلى الراحة والاستمتاع ويصل لحالة من الارتواء بمباهج الحياة، لم يعد يشعر معها بعظيم ما منحه الله إلا من رحم ربى من يتوقون دائما لحمده على أبسط منحه. موظف يعيش بدخل يقل عن (5 آلاف جنيه) يكاد يغطى نفقات أسرته الشهرية, تراه متبرما, شاكيا,لاعنا ظروف الحياة، لأنه ليس بإمكانه شراء سيارة بالتقسيط, لايتذكر نعمة الله عليه فى صحة أسرته ونجاح أبنائه فى التعليم وأن لا دينّا عليه لآخرين,وبدلا من أن يجند حواسه لشكر الله ودعوته لتوسيع الرزق تراه حاسدا وناقما على جاره الأعلى دخلا. تذهب إلى المتجر الشهير تشترى احتياجاتك بأريحية, تزوغ عيناك على البضائع المعروضة فتغترف منها ما يتناسب وإمكاناتك, وبدلا من أن تحمد الله على نعمته وتتذكر آخرين من أهلك وجيرانك من ليس بإمكانهم أن يخطو داخل المتجر, تتملكك نوازع شيطانية حين تمرق بجوارك عربة يجرها رجل تتكدس بمشتريات تفوق خاصتك. حين تمرض زوجتك,ابنك,أو أحد أفراد أسرتك, لاتتبرم من إرادة الله وتحزن لانقلاب سير حياتك الهادئة, وتذكر أن غيرك لم يهبه الله الذرية,أو أنه يعيش وحيدا بعد طلاق,أو لايملك ثمن العلاج كما تملك أنت. إذا فاتتك ترقية, أو ترقى زميل اعتاد مداهنة ومجاملة مديريه,لا تيأس ولا تدع الإحباط قرينك بل ولا تدع الشيطان يعبث فى منظومة مبادئك وأفكارك,وتذكر فقط أن هناك ممن كانوا فى دفعتك الدراسية مازالوا عاطلين، ومن حالفهم الحظ فى وظيفة لا يتكسبون مثلك.

لا تعتبر ما أنت فيه حق مكتسب ،وأنك تستحق الأفضل فى الحياة,فهناك خيط رفيع مشدود بين الطموح والتطلع, وأحمد الله وطلب المزيد من الرزق, لأن ما أنت فيه الآن رزق أيضا. !
[email protected]@yahoo.com
لمزيد من مقالات شريف عابدين