رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
الإخوان غير حماس

بعد نجاح المصالحة التى أبرمتها مصر بين حركتى فتح وحماس والدخول فى اتصالات سياسية مع الأخيرة، تصاعدت الأصوات المتعاطفة مع جماعة الإخوان الإرهابية بالحديث عن ازدواجية فى التعامل مع كل من حماس والإخوان رغم أن كلتيهما متهمتان بالمسئولية عن الدماء التى تنزف فى مصر.

واقع الحال يقول إن الدولة بأجهزتها قادرة على قياس النفع الذى سيعود على الأمن القومى فى حال إعادة فتح الباب من جديد أمام خصوم سياسيين فى الخارج تأكيدا لمبدأ (لاعداوات دائمة ولا تحالفات دائمة).

لكن من الخطر على الاستقرار الداخلى أن يتم التعامل مع الإخوان بنفس المقاربة، فالجماعة تعانى معضلة أيديولوجية ترتكز على أنها ليست مثل الأحزاب الثورية أو الأصولية التى تم دمجها سياسيا فى آليات العمل الديمقراطى فى تجارب شهدها العالم، بسبب الطبيعة المعقدة لبنيتها التى تعظم مبدأ السمع والطاعة وإنكار الولاء للوطن ومؤسساته.

ولم يقدم الإخوان ما يبرهن على رغبتهم فى الخروج من العباءة الضيقة للجماعة الدعوية نحو رحاب العمل السياسى الإصلاحي، ولاتملك قياداتهم شجاعة الاعتذار عما اقترفته أيديهم، ولا يتوقع أن يقود هؤلاء مراجعات فكرية تنبذ أفكارهم القطبية المتشددة لأنهم يعلمون تماما أن فى ذلك فناء لجماعتهم، لكن لا مفر من الحوار مع المغيبين من أتباعهم الذين تعلموا أن صحيح الدين فى السمع والطاعة لقادتهم.

ومع تتابع مبادرات طرق أبواب مجتمع الشباب والاستماع إليهم والرد عليهم بالحجة والمعلومة، لا نجد غضاضة فى المطالبة بفتح حوار آخر مع البيئة الحاضنة للمتشددين التى تضم شبابا غير مسجل أمنيا لم يجد من يحتويه ويسبر أغواره.

نتحدث عن الشركاء فى الوطن من المتعاطفين مع مرسي، هؤلاء لا يفلح معهم الحل الأمنى بل يجب أن نكسبهم شركاء حقيقيين فى البناء عبر الدمج الآمن بحوار سياسى ناضج تفرض من خلاله دولة القانون مظلتها على الجميع لينضوى الخصوم تحت راية المعارضة السلمية. وهذا لا يعنى تراخيا للدولة أو صفقة سياسية فى الظلام، بل يعبر عن دولة قادرة على حصار الجماعة سياسيا وتفكيكها وإتاحة بداية جديدة لمن لم يتورط فى القتل والتحريض.
[email protected]@yahoo.com
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: