لماذا لا يشعر قطاع كبير من الشعب بحجم الإنجاز الذى تردده الحكومة ليل نهار؟ ولماذا غابت الفرحة عن الكثيرين رغم الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر؟ ولماذا أحيطت الاحتفالات فى العاصمة الإدارية الجديدة بالغمز واللمز والتساؤلات الحائرة عن حقيقة الوضع الاقتصادى للبلاد؟
لماذا لايرى قطاع يعتد به من المصريين أن الحكومة صادقة وهى تتحدث عن بدء التعافى الاقتصادي؟ ألا يعتبر ضبط سوق العملة وتقييد جموح سعر الدولار ووضع حوافز للاستثمار واستعادة الأمن إنجازا ؟ أليست مشروعات قناة السويس الجديدة وإسكان ذوى الدخل المحدود والمتوسط وأنفاق قناة السويس وتمهيد آلاف الكيلومترات من الطرق وغيرها، مشروعات ضخمة تبنتها الحكومة فى توقيت متزامن رغم الحالة المتردية للاقتصاد؟
لماذا لا تلقى الحكومة التقدير الذى كانت تنتظره,ولماذا يتهمها البعض بأنها الأسوأ مقارنة بحكومات سابقة اتخذت هى الأخرى قرارات اقتصادية صعبة، مثل حكومات عاطف صدقى وعاطف عبيد وأحمد نظيف؟ واقع الحال أن الحكومة تفتقد الكياسة والنضج السياسى الذى اتسمت به حكومات سابقة عند تنفيذ الإجراءات الاقتصادية الصعبة!
فالحكومة لا تتوانى عن اللعب بأعصاب الشعب وكأنها تستهدف كسر إرادته فتسلط عليه وسائل الإعلام التى تنقل تصريحات لمسئولين من وزارات التموين أوالنقل أوالبترول يبثون أخبارا عن زيادة قادمة لأسعار السلع والخدمات ولا ينسون أن يذيلوا تصريحاتهم بأن رفع الأسعار يصب فى مصلحة المواطن وفى خضم هذه الحرب النفسية والإمعان فى إثقال كاهل المصريين بالمزيد من الضغوط الاقتصادية دون فرصة لالتقاط الأنفاس,ودون توفير إجابات حكومية مقنعة عن موعد تخفيف الأعباء عن المواطن,هل نتوقع مشاركة شعبية عفوية فى احتفالات وطنية لطالما حفلت بذكريات سعيدة للمصريين؟
الضغوط أظهرت النقيض لما كان يعرف عن الشخصية المصرية من تسامح وحب الخير للآخرين,فقد وجدنا من كسر فرحته بوصول مصر للمونديال ليحسد اللاعبين على الجوائز المالية ويتهم الحكومة بفض جيوبه من أجل عيون المنتخب!
[email protected] om
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين رابط دائم: