استكمالا لما تناولته الجمعة الماضية حول ما يدور فى كواليس الفضائيات وصناعة البرامج والذى أحدث ردود فعل إيجابية كبيرة، أتحدث اليوم عن الدور السيئ الذى لعبه المال فى التحكم فى محتوى الإعلام الفضائى .. فعندما فكر أصحاب المال الكبار فى خوض تجارب القنوات وبرامج التوك شو كانت لهم أغراض شخصية تمثلت فى تأمين مصالحهم، فمثلا إحدى القنوات الشهيرة والقديمة بدأت معتمدة علي أموال غير مصرية، وسخر صاحبها القناة لخدمة أحد الأنظمة التى سقطت بعد 25 يناير وحصل من هذه الدولة على عشرات الملايين من الدولارات وعشرات المشروعات الكبرى وهذه الدولة الشقيقة لم تكن خبيثة التوجه لكنها كانت تريد قناة تتحدث بلسانها وتتبنى قضاياها، وظهرت فى مصر برامج حركت المياه الراكدة مثل برنامج البيت بيتك وصباح الخير يا مصر.. هذه الصورة انقلبت تماما بعد 25 يناير فأصبح الإعلام منقسما فمنه من لعب دوراً وطنياً ومنهم من لعب دورا تخريبيا وبين هؤلاء وهؤلاء هبطت مئات الملايين البعض واستفاد إعلاميون كبار بأرقام فلكية، فعلى سبيل المثال دخل ثلاثة منهم للعمل فى إحدى القنوات التى انطلقت بعد الثورة، وبرغم فشلها إلا أن الثلاثة خرجوا منها بـ21 مليون جنيه مقسمة عليهم.. نفس القناة اشتراها رجل أعمال ليحمى مصالحه وبعد فترة قرر بيعها فاشتراها آخرون بمبلغ 50 مليون جنيه.. «طبعا بخلاف ما تم دفعه تحت الترابيزة».. ونفس القناة أيضا تم بيعها بمبالغ خيالية ودخل رجل أعمال شهير وعندما أتى بشركة كبرى لمراجعة القوائم المالية للمحطة اكتشف أن هناك 200 مليون جنيه تم إنفاقها بدون مستندات.. المهم هنا ليس ما سبق فقط لكن الأخطر أن أحداً لا يعرف مصدر هذا المال الذى تم إنفاقه وقطعا كانت هناك أهداف أخرى، أهمها توجيه الرسالة الإعلامية وإحداث إثارة لدى الرأى العام، وعندما ندقق فى المحتوى الذى كانت تقدمه بعض البرامج لهذه المحطة فى فترات معينة نجد أنها كانت تدعو لأفكار غريبة وكان بعض ضيوفها يدسون السم فى العسل، فمثلا يدعون الوطنية فى موقف ما ويهاجمون الجيش فى آخر.. وهناك تفاصيل كثيرة كانت تحدث فى الكواليس ولولا يقظة أجهزة الدولة آنذاك لذهبت مصر كلها فى خبر كان ولكان مصيرنا الفوضى العارمة لأن الإعلام هو أحد الأسس المهمة فى استقرار الدولة وانطلاقها.
لمزيد من مقالات أحمد فرغلى; رابط دائم: