رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
مرحبا برفع الأسعار !

غادرت المنزل مساء السبت الماضي في توقيت يصادف الموعد الذي حدده الداعون لمقاطعة شركات المحمول ردا علي قيامها بتخفيض قيمة رصيد كروت الشحن,مررت بحارس العمارة وجدته مستغرقا في مكالمة تليفونية طويلة يطمئن فيها على الأهل, واصلت السير نحو جراج السيارة لأجد حارسه هو الآخر منخرطا في مكالمة تبدو رومانسية حتي إنه لم يلتفت لوجودي حين مررت بجواره.

وتلقيت خلال هذه الدقائق منذ مغادرتي المنزل نحو 7 اتصالات متتالية علي غير العادة, حيث عادة ما يطيل هاتفي الصمت لساعات طويلة, لكن رنات الهاتف أبت إلا أن تتحدى يوم المقاطعة كالزوجة التي تتقمص شخصية الشريك المخالف بجدارة!

بصراحة خاب ظني كالعادة في سلوك شعبنا الذي تحتار معه استطلاعات الرأي العام وأبحاث رصد سلوكيات المجتمع ليثبت أنه شعب خارق للعادة وعصي علي التوقع أو استقراء ردود أفعاله.

فمنذ صدور قرار استهداف كروت الشحن, امتلأت جنبات مواقع التواصل الاجتماعي بالدعوات لأنزال الخسائر بشركات المحمول جراء (تحرشها) بالمستهلكين, فهذا يدعو لإغلاق أجهزة المحمول لمدة ساعة, وذاك يدعو للاكتفاء بالرنات لإنزال الضرر بأنظمة تشغيل الشركات, وثالث يدعو للاتجاه إلي تطبيقات أخرى لإجراء الاتصالات وحرمان الشركات من مكاسبها الهائلة.

وظننت من هول تكثيف حملات المقاطعة أن الزمن الجميل للهاتف الأرضي قد عاد,ولن تقوم قائمة لشركات المحمول قبل أن تعود لرشدها وتطلب السماح والغفران من المستهلك الثائر.

لكن هيهات, فقد نذرت وقتي لمتابعة سلوك البشر من حولي لأكتشف أن موضوع المقاطعة الزائفة ماهو إلا إثبات جديد علي الازدواجية التي يعيشها معظم المصريين, تماما مثلما كان الحال مع رفع الدعم عن الوقود مرتين خلال عام والثالثة قادمة لا محالة, وخاب ظني وقتها في أننا سنتخلص من زحمة المرور وأننا لن نرى في الشوارع سوى من يرتبطون بعمل أو موعد مهم لكن هيهات, فبنظرة سريعة علي الشوارع التي تحولت إلى جراج كبير للسيارات, يبدو وكأن لسان حال معظمنا يقول: (ولو,ارفعوا ماتريدون من أسعار ونحن لن نغير سلوكياتنا), لندخل جميعا في حرب استنزاف لن يدفع ثمنها سوى المواطن البسيط عن حق وليس مدعي الاحتياج!


[email protected]@yahoo.com
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: