طوال سنوات عديدة أتيح لى الاقتراب من أمور كثيرة فى مجال الصحافة والاعلام بحكم عملى ،وأزعم أننى كونت تصورا ربما يكون صادما لواقع الحال فى برامج كبرى ،وعرفت الكثير عن مذيعين من فئة النجوم الكبار، الذين يعرفهم الشارع جيدا.. ليس هذا المهم ولكن الذى أود الحديث عنه هو المحتوى الاعلامى الذى يخرج إلى جمهور المشاهدين، فهذا المحتوى قد يخرج من بنات أفكار معد صغير السن أو شاب حديث التخرج لم يدرك بعد مقتضيات الأمن القومى، وربما لم يعلمه أحد أن رسالة الإعلام أخلاقية، قبل أن تكون إخبارية أو تنويرية وأن مهمة الاعلامى حماية المبادئ الانسانية.
الجانب الآخر أن فريق الاعداد ورئيس التحرير لأى برنامج يعملون تحت ضغوط كبيرة.. تبدأ من الرغبة فى إرضاء المذيع والمضى دوما فى ركاب حماية مصالح وأموال مالك المحطة .. أيضا هناك أصحاب محطات يفرضون وجهة نظرهم على المحتوى، لدرجة أن بعضهم يتدخل لفرض فقرات او برامج إعلانية.. وقد أصبحت قنوات كثيرة تعمل بنظام الساعات المباعة مقدما حيث أصبحت تحدد القناة سعر ساعة الهواء او التسجيل بما يزيد أو يقل عن خمسين ألف جنيه، وأصبح المشترى هو الذى يحدد المحتوى والأسلوب، وكما يقولون بفلوسه يفعل مايريد وطبعا يجب ان يكسب أضعاف هذا المبلغ، فضلا عن التكاليف الأخرى.. وهكذا انتشرت برامج كثيرة واختلط الغث بالثمين، وأصبح هناك قنوات تعمل من بابها بهذا الاسلوب واخرى تعتمد على مكالمات الفتاوى والعلاج والدجل والشعوذة.. وقد وصل الأمر أن كل من يمتلك المال او يحب الظهور يفكر فى شراء برنامج.. وطبعا ضيوف هذه البرامج تأتى على هوى صاحب المال وعلى حسب الترضيات.. هذا فيما يخص البرامج الصغيرة والمتخصصة لكن الكارثة الكبرى فى إعداد وتجهيز البرامج الكبرى فالذى يحدث ان رئيس التحرير وفريق اعداده يعملون على ارضاء صاحب القناة فاذا كان معارضا للسلطة يعارضون واذا كان مطبلا يطبلون واذا كان لديه رغبة فى استضافة ملحد أو شاذ أو راقصة خليعة تجدهم يتهافتون للفوز بالحلقة، مؤكدين أنها ستحدث ضجيجا بل أنهم يزينون الباطل. ليس مهما لديهم ان تقدم الحلقة رسالة للشواذ ويقولون لبعضهم.. أكل عيش. وهكذا والحديث مستمر.
لمزيد من مقالات أحمد فرغلى رابط دائم: