رئيس مجلس الادارة
عبدالمحسن سلامة
رئيس التحرير
علاء ثابت
مع بداية كل عام دراسي جديد يحمل كثيرون ملفات أطفالهم ويتسولون على أبواب المدارس.. ومكاتب المسئولين ووكلاء الوزارات والمحافظين والنواب أملا في الحصول على موافقة صريحة.. كل أفراد العائلة يجندون أنفسهم وأوقاتهم ويسخرون كل علاقاتهم من أجل الحصول على تأشيرة «فوق الكثافة» .. وهذه التأشيرة لمن لا يعرف، وراءها هدف نبيل غرضه إلحاق طفل بمرحلة رياض الأطفال .. وفى الوقت نفسه هي مخالفة صريحة يرتكبها كل المسئولين علنا، فحسب المتعارف عليه أن كثافة الفصل تتحدد وفقا للمساحة فمثلا الفصل الذي مساحته 30 مترا مربعا تتحدد كثافته بـ 30 تلميذا ..لكن السادة المسئولين يخترعون تأشيرة فوق الكثافة ليتكدس الفصل حسب الأهواء وهو ما يعنى تقنين المخالفة.. هذه المأساة تتكرر مع الآلاف من أولياء الأمور الذين يبحثون فى أوساطهم ودوائر معارفهم عن تأشيرة ويبحثون أيضا عن مدير مدرسة يكون معرفة أو شخص يعرف هذا المدير أو ذاك.. وفى نهاية المطاف ما لم تكن هناك وساطة لن تفيدك التأشيرة ..والأدهى من ذلك انك من الممكن أن تحصل على تأشيرة فوق الكثافة صريحة ولا يقبلها السيد مدير المدرسة.. وتحت يدى أكثر من واقعة فمثلا تفضل أحد المحافظين بالتوقيع لإلحاق طفلة باحدى المدارس القومية قال فيها صراحة: «تقبل ضمن نسبة فوق الكثافة» وحمل ولى الأمر التأشيرة مهللا فرحا وذهب الى مدير المديرية وحصل علي ختم النسر وذهب إلى الإدارة التعليمية التابعة لها المدرسة وحصل بصعوبة على الموافقة أيضاً، ولأن ولى الأمر لا يعرف أحدا بالمدرسة قيل له نحن لا نعترف بهذه التأشيرة وعليك ان تبحث لنجلتك عن مدرسة أخرى ..أيضا هناك واقعة أخرى فى القليوبية فقد طلبت المدرسة من أحد أولياء الأمور تأشيرة فوق الكثافة لكى تقبل الطفل بمرحلة رياض الأطفال.. وهكذا يطول حديث التأشيرات، وهذا ليس معناه أنني أطالب بالاعتراف بالتأشيرة بل أتساءل اذا كانت تسمى فوق الكثافة فلماذا لجأ إليها المسئولون أصلا ؟ لماذا لم يفكروا فى حلول ايجابية محددة ؟ ولماذا لا نطبق القانون بل نفتح أبوابا للتلاعب فهناك من يقبل التأشيرة وهناك من يتجاهلها ..أليس هذا نوعا من تقنين الفساد فضلا عن تعذيب أولياء الأمور؟. أتمنى أن يقرر الدكتور طارق شوقي عدم الاعتراف بكل هذه التأشيرات الوهمية وإيقاف العمل بها وتطبيق القانون. لمزيد من مقالات أحمد فرغلى