رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
صحافة بلا قلب

وكأن مهنة الصحافة وعلى الأخص الورقية كانت بحاجة لمن يفاقم من التهديدات التى تنذر بفنائها وغيابها عن المشهد غير مأسوف عليها من جانب هؤلاء الذين تخنقهم الصحافة الكاشفة الواعية وتروعهم الصحافة الصفراء التى تقتحم حياتهم الخاصة بلا استئذان.

يوم بعد الآخر يتلاشى من صالات تحرير الصحف، مشهد الصحفى الذى يجلس خلف شاشة الكمبيوتر يكتب مقالا أو خبرا ليحل مكانه (الروبوت) أو الإنسان الآلى الذى بإمكانه أن يكتب 300 كلمة فى الثانية، وأن يقدم لرئيس تحريره موضوعا وافى المعلومات والصور سواء كان لتغطية حدث أو تحقيق صحفى مع قدرته على كتابة كل فنون العمل الصحفى الأخرى مثل الخبر والمقال والتحليل.

نجاح التجربة فى وسائل إعلام وصحف أمريكية مثل (واشنطن بوست) و(الأسوشييتدبرس) وتطويرها فى كيانات إعلامية أوروبية وصينية يمثل كابوسا يقلق مضاجع الصحفيين، فالروبوت لا يشغله عن العمل أمور شخصية وطلبات ترقية وزيادة راتب وكتابة تقارير وشكاوى فى زملائه، كما أنه يمثل طوق نجاة للمؤسسات الصحفية المثقلة بالنفقات والمصروفات مع تراجع حصيلة الإعلانات بسبب الإنكماش الاقتصادي، فهذا الإنسان الآلى بلاقلب أو عواطف فهو لا يستخدم هواتف مؤسسته فى إجراء مكالمات خاصة أو إهدار المال فى استخدام سيارات العمل، ولن يضيع الوقت فى استقبال الضيوف أو الدردشة مع زملائه.

وحتى لا يخرج علينا من يقول إن تأليف القصص والدراما بعيد عن خطر الروبوت مادام بلا مشاعر، فنحن ننقل له رأى الخبراء بأنه لن يمر وقت طويل حتى يكون الروبوت بذكائه الصناعى قادرا على تأليف رواية أو نص أدبى يضاهى ما يقوم به البشر.

وقد طال التهديد أيضا كبار الصحفيين الذين قد يستعين بهم بعض رؤساء الدول لكتابة الخطابات السياسية، فبمجرد تزويد الروبوت بالمعلومات الأساسية والأرقام التى ترغب الرئاسة فى توصيلها للشعب يتمكن الصحفى الآلى (الذى لايمتلك آراء سياسية) من إخراج خطاب رئاسى واف بمعلومات دقيقة وفى وقت قياسي.

الصحفيون إذن بحاجة لحل وسط للنجاة والحفاظ على لقمة العيش التى يهددها هذا الروبوت قاطع الأرزاق، وربما يكون الحل المثالى فى التعاون بين الطرفين لإنتاج موضوعات دقيقة وغزيرة لكنها تحمل الحس الإنساني.


[email protected]@yahoo.com
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: