رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
سلاح العرب الباطش !


عندما تتعرض للظلم من شخص ما,تلجأ إلى الله وتدعو على من ظلمك (ربنا ياخدك), وبالقياس دأبت الشعوب العربية على أن ترفع أكفها إلى الله تدعوه أن يرفع عنها الظلم, فهى أمة مغلولة اليد لا تملك إلا الدعاء, لعل الله يستجيب.

وهكذا جبل (بضم الجيم وكسر الباء) العرب والمسلمون على اللجوء إلى الله فى الملمات ليس فقط طلبا للعون والمدد ولكن تشفيا ونكاية فى الآخرين فى من يظنون أنهم تعرضوا للظلم والاستبداد على أيديهم.

ويفسر ما سبق حالة التشفى والاغتباط التى اجتاحت الدول العربية والإسلامية عقب اجتياح إعصار (إرما) لمناطق شاسعة من أمريكا وعلى الأخص ولاية فلوريدا حيث اعتبرها البعض غضبا إلهيا دلالته الآية القرآنية:(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ),وارتكن هؤلاء لتأكيد صواب منطقهم فى الربط بين قوم (عاد) المتجبرين والولايات المتحدة, بالإشارة إلى التشابه مابين اسم الإعصار(إرما) والآية الكريمة:(إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ) !

لست عالم دين حتى أخوض فى صحة هذا الربط دينيا, لكننى أعلم بعقاب الله لقوم (عاد) و(ثمود), ولدى إيمان كبير بأن من يلجأ إلى الله ويتقيه يجعل له مخرجا, لكننى أتساءل:هل لم نعد كأمة نملك من الإرادة والاستعداد والقوة ما نواجه به العدو سوى الشماتة والتشفى فى مصائبه؟

لم يطالبنا الخالق أن نكتفى بالدعاء له كى يخلصنا من الأعداء دون أن نقرن ذلك بالاستعداد والمواجهة مصداقا لقوله تعالى:

( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ), لكن يبدو أن معظمنا قد أعجزته مرارة عقود سابقة من الانهزامية وانتابته حالة من ضعف الإيمان واستسهال الحياة الناعمة فلم يعد يملك سوى تصفح المواقع الإخبارية والتربص بأخبار (أعداء الأمة) لعله يسعد بفواجعهم ويسأل الله أن يشتت شملهم ويفرق صفوفهم, وهكذا باتت الشماتة (سلاح العرب الباطش)!


[email protected]@yahoo.com
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: