هذه الأيام لا صوت يعلو فوق صوت «سعاد» ..وبالطبع ليس المقصود بها سعاد حسنى «سندريلا الشاشة»..ولا عبقرية الطرب القديم سعاد محمد ..فسعاد هذه الأيام تختلف كثيرا .. هى صاحبة لقب المرأة الحديدية ..وإذا كانت سعاد حسنى رحمها الله صاحبة رسالة فنية عملت على إمتاعنا طويلا ..فسعاد الخولى ..شغلت وظيفة قائم بأعمال المحافظ سابقا وكانت اول نائبة لمحافظ الإسكندرية حاليا ..ولكنها أيضا نهبت أموالنا واستحلت ممتلكات بلادنا فراحت تعيث فى الأرض إفسادا .
و اشتهرت »الخولي« بالخلافات مع المحافظين الذين عاصرتهم ، على عكس السند ريلا التى نجحت في إدخال البهجة على الوجوه..أما المراة الحديدية التى نتحدث عنها فقد سبق أن أوكل إليها المهندس محمد عبد الظاهر، محافظ الإسكندرية الأسبق ملفات مهمة مثل البناء المخالف واستعادة أراضى الدولة، التى تُقدر بمليارات الجنيهات، وهنا اشير الى معلومة خطيرة
سمعتها من الدكتور مصطفى مدبولى وزير الاسكان منذ أيام فى لقاء بالاهرام ستنشر تفاصيله قريبا قال فيها بالنص :« الاسكندرية بها 70 ألف برج مخالف من اجمالى 350 الف برج بنيت بالمخالفة فى مصر كلها والصح أن تتم ازالتها لكن هذا لن يتم واقعيا بسبب البعد الاجتماعى ».. انتهى كلام الوزير ..
وبالطبع السيدة سعاد لها نصيب كبير فى هذه الثروة من الابراج الفاسدة ..وقطعا هناك جيش جرار من المعاونين أهمهم الفاسدون الصغار ..وهناك أيضا عشاق خرق القانون وارتكاب المخالفات وممارسة الانحرافات فى شركات المقاولات والاحياء والمكاتب الهندسية وغيرها ..أيضا مقدمو ومتلقو الإكراميات..ولجان المعاينات فى جهات كثيرة ..كلهم يقولون لك « هنعمل ايه..الناس كلها بتاخد ..مش كفاية مرتباتنا ضعيفة» بكل اسف هذا هو واقعنا المرير الذي اكدته دراسة مهمة اجراها عالم الاجتماع الكبير د أحمد زايد على عينة من عشرة الاف شخص قال فيها ان 89% من المصريين يرون ان انخفاض المرتبات يعد احد اهم اسباب تفشي الفساد ، وان ثلثى المصريين يخافون من المستقبل ..وبالقطع كلها هواجس مرتبطة بكل ما يحدث حولنا على أرض الواقع ..وفى تقديرى ان فساد المعاملات المتمثل في المجاملات والاكراميات ومحاباة الاقارب والاصدقاء لايقل خطورة عن فساد استغلال المنصب واستحلال المال العام الذى مارسته بكل إطمئنان سعاد الخولى .
[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد فرغلى; رابط دائم: