رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
ثقوب في الثوب الأبيض

لفت نظر أكاديمي ماليزي دأب علي حضور محافل عربية,تغيرا سلبيا في سلوك الأكاديميين المصريين عند مشاركتهم في مؤتمرات بالخارج.أهم ما لمسه الرجل أن معظم الأكاديميين المصريين لا يميلون عادة إلي الإنصات للآخرين وأن حديثهم عن ذواتهم يغلب علي الحديث عن الموضوع,وأنه ليس لديهم حرج في الحديث عما يعرفون أو لايعرفون.

ويتابع الأكاديمي الماليزي أن أكثر ما أزعجه في حديث هؤلاء أنهم يعتبرون الخلاف في الرأي خصومة شخصية,ولا يعترفون بالخطأ ويغلب عليهم طرح آراء مداهنة بدون إبداء رأي واضح في مسائل تحتمل الاختلاف والاتفاق خشية فقدان ميزة أو مصلحة مع الطرف الآخر !

ويتساءل الرجل: هل هذا سلوك خاص يرتبط بفئة اجتماعية بعينها,أم هي مواصفات شعب في حقبة تاريخية معينة؟ من وجهة نظري أرى أن تلك السلبيات لاتقتصرعلي فئة بعينها بل أصبحت قاسما مشتركا في مدونة سلوك المصريين بكافة تقسيماتهم الإجتماعية والإقتصادية,وأري أن ثورة يناير(المتهمة دائما) ليست مسئولة وحدها عن ظهور هذه السلبيات السلوكية وإن كانت وراء اشتعال جذوتها .

لكن يجب أن نعترف أن الثورات التي مرت بها مصر تمثل تربة خصبة لعلماء الإجتماع لدراسة التغيرات التي أصابت منظومة القيم لدي المصريين,ومن أهم من رصد تلك التحولات الدكتور جلال أمين في كتابه (ماذا حدث للمصريين: تطور المجتمع المصرى فى نصف قرن 1945 – 1999) حيث رصد شيوع قيم الاستعلاء والتفاخر والكبر,كنتيجة للحراك الذي أحدثته ثورة 52 في حركة المجتمع.

وفي حقبة التسعينيات ومع تغول المادية وتراجع العدالة الاجتماعية استشرت قيم النفاق والنفعية والتواكل والصعود على أكتاف الآخرين، وانتفت قيمة الخير والحب وتراجعت قيم القدوة والأسرة والعلم والعمل ومن ثم الانتماء للوطن .

وبعد آخر ثورتين لا تلمس سوى المزيد من التدهور في السلوكيات السلبية المتوارثة مع علو كعب منظومة الفساد,رغم الضرب بيد من حديد علي بعض رموزه,ومع طغيان آفة الرغبة في الثراء السريع واستحلال المال الحرام اتساقا مع تراجع الوازع الديني وعدم الاطمئنان للمستقبل,نتضرع إلي الله أن يحفظ ماتبقي من الثوب الأبيض !


[email protected]@yahoo.com
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: