(لن تسلم من الوحش حتى تقضى على مروضه),ينطبق هذا المثل الصينى على المواجهة مع الدوحة, فالدول المقاطعة لها لن تجنى ثمار عملها دون أن تشمل مظلة الحصار الدول التى تحرض هذا (الوحش) ضد أشقائه !
تراهن قطر على تراخى الحصار بمرور الوقت,تقود أزمتها بسياسة حافة الهاوية,لا تتوانى عن تجييش احتياطياتها الضخمة من البترول والغاز لاستقطاب العون الخارجى لتقليل آثار العقوبات مستفيدة من ثغرة تسمح بتعويضها عن أى نقص فى الواردات ابتداء من السلع الإستراتيجية انتهاء بالقوات الأجنبية المستأجرة. تلك الحقيقة تثير التساؤل,لماذا السكوت على تركيا الداعم الأكبر للدوحة فى تلك الأزمة؟ والتساؤل الأهم الذى نوجهه للدول التى تقود المقاطعة:هل تقودون معركة وجود حفاظا على مستقبل المنطقة من وحوش ضارية تزأر بقوة على الحدود ؟أم أن القضية مجرد قرصة أذن للدوحة ثم عفا الله عما سلف؟إن كانت معركة وجود أمام قوى خارجية لجأت إلى الخطة (ب) لإيجاد موطئ قدم بالمنطقة بعد فشل مخطط الربيع العربى فالقضية لاتحتمل الانتقاء للحفاظ على مصالح ما مع دولة مثل تركيا تدعى قيادتها الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع الخليج بينما تفضح تصرفاتها محاولاتها الحثيثة لإحياء الخلافة العثمانية واتخاذها ممارسات دولة مارقة مطية لتحقيق أحلامها التوسعية.
لماذا لا تشهر دول الخليج ومصر فى وجه تركيا كارت التبادل التجارى معها الذى يتجاوز 45 مليار دولار سنويا, فضلا عن دعم تلك الدول للسياحة التركية بنحو 4 مليارات دولار سنويا؟ إذا كانت تركيا قد قبلت المخاطرة بعلاقاتها مع الخليج بالاقتراب من الدوحة وإعلان تحالف استراتيجى بينهما يبدأ بإقامة جسر جوى لنقل البضائع إلى قطر ولا ينتهى بإقامة قاعدة عسكرية هناك لحماية النظام القائم,فلماذا تتغاضى الدول المقاطعة عن التلويح بأوراق التهديد فى وجه أنقرة؟
التهديد التركى جد خطير لأنه لايتوقف عند حدود أطماع إحياء الخلافة العثمانية,فهو يحفز شهية إيران للإسراع فى مخطط قديم بإثارة القلاقل فى البحرين والتدخل بزعم حماية الشيعة,ولن تصمت روسيا أمام توسع الخصم التركي,ليدخل الخليج منعطفا هو الأخطر تسبب فيه شقيق مارق هو (وحش من ورق)!
[email protected]
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين; رابط دائم: