رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قطر تخشى الرياض ولا تخشى إسرائيل!!

إن الفكرةَ التي تخرج من عقل متجرد يقوده الصدق، مستهدفا الوصول إلى الحقيقة بإخلاص، تصدم المتلقي وتربكه وتصيبه بحالة من عدم الاتزان وفقدان الوعي، إذا كان هو أصلا غير متجرد وغير صادق وغير مخلص ولا تعنيه الحقيقة في ذاتها.

قطر تعتبر "قاعدةَ العديد" الأمريكية في الدوحة، ضمانة لحمايتها من "أطماع السعودية"، وأن "إيران"، تمثِّل عامل استقرار في المنطقة، وأن علاقتها بإسرائيل علاقة جيدة، وأن "حماس"، هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وأن قطر هي الضمانة الوحيدة لتحقيق النفوذ العسكري الأمريكي في المنطقة، مع أنها تلمح إلى أن هناك توترا في العلاقات مع واشنطن.

قطر تقيم علاقة جيدة مع إسرائيل وتعترف بها، وتعتبر "حماس"، ممثلة الشعب الفلسطيني، وتضرب بمنظمة التحرير عرض الحائط، رغم أن هذه الأخيرة، هي التي تقيم علاقات جيدة مع إسرائيل وتعترف بها وليست "حماس". قطر ترى أن إيران، عامل استقرار في المنطقة، وتعارض سياساتها المناقضة للاستقرار في سوريا والعراق واليمن. خليط من التناقضات يستعصى علي العقل إدراكه أو فهمه.

من الواضح أن قطر، تؤسس كل سياساتها في ضوء بوصلة وحيدة، هي "مناكفة" السعودية تحديدا، ولقد تجلى ذلك منذ أن ظهرت قناة الجزيرة في منتصف عقد تسعينيات القرن الماضي، عندما أخذت هذه القناة على عاتقها، التأسيس لحالة إعلامية تغطي هذا الدور السياسي "المناكف"، مستدرة عواطف المشاهدين العرب، من خلال تبنيها الظاهر للمقاومة وللقضية الفلسطينية و"لحماس".

فإذا كانت السعودية ضد "الإخوان المسلمين" فهي معهم، وإذا كانت ضد التساهل مع إيران، فهي مع هذا التساهل مع إيران، ولأن الرياض، تعتبر أن منظمة التحرير هي ممثلة الشعب الفلسطيني، فقطر لابد أن ترفض ذلك، وترى أن من ترفضهم السعودية هم ممثلو هذا الشعب، ولأن قطر، لا تستطيع أن تعادي أمريكا وإسرائيل، مثلها في هذا الشأن مثل السعودية ولا فرق، فإنها تتصرف مثل الطفل المشاكس، وتعمل على لفت انتباه الأب الأمريكي. إلا أنها أقدر على طاعته بالشكل الذي يريده في المنطقة، ثم وهذا هو الأكثر إثارة للاشمئزاز، تحتمي بالقاعدة الأمريكية، وتدعي أن هناك توترا في العلاقات مع الإدارة الأمريكية.

نظام تجاوز في أحلامه وتخيلاته كل أفق، لأنه كان يظن أن ترامب سيدعمه أكثر من غيره، فلم يحظى بالدعم المتوقع والقائم على فكرة قطرية "طوباوية"، مفادها أن تكون الدوحة هي "الحظية" الأمريكية الأولى وليس الرياض، رغم افتقار قطر ونظامها إلى المقومات التي تؤهلهما للقيام بهذا الدور.

أعتقد أنه ليس من الحكمة في شيء، أن يتصور صانعي القرار في قطر، أن بإمكان دولتهم، أن تكون مركز ثقل ينافس الثقل السعودي، في أي تحالفات قائمة وقادمة، وفي أي إستراتيجيات إقليمية ترعاها وتشرف عليها واشنطن.


لمزيد من مقالات ابراهيم النجار;

رابط دائم: