رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
مفاجأة العيد !

أصبح الحديث في السياسة والأزمات الداخلية ثقيل الدم,لزجا لا يسمن ولا يغني من جوع,فلماذا إذا لا أسبق الجميع بمقال العيد فربما يجد القارئ مايحفزه علي القراءة، خاصة أن حواسه في حالة استنفار استعدادا لإجازة العيد ؟

اعتدت مع زوال شمس أول أيام العيد أن تلازمك الصدمة,ليس لأنك لم تلحق أن تنهل وتشبع من مباهجه وأجوائه السعيدة,بل لأنك تود أن تتوقف عقارب الساعة حتي لا يقترب موعد العودة إلي العمل.ذبلت فرحة العيد,تبحث عنها لاتجدها حتي عند الأطفال,تحول العيد عندهم إلي مناسبة اقتصادية بحتة لجمع العيديات لإنفاقها بلا حساب ولا استمتاع بدليل أن الطفل يطلب المزيد لأنه لا يشعر بلذة ما جناه من إنفاق.

أصبح العيد مجرد مراسم أو أداء واجب,تليفونات متبادلة مع الأهل والأصدقاء (محفوظة)التهاني,(مجمدة) المشاعر تصاحبها رسائل نصية (معلبة) علي المحمول تعكس تكاسل مرسلها في أن يجهد أصابعه في كتابة تهنئة العيد بنفسه.اختصرنا الأعياد في أسواق وجزار وشواء و كحك وشيكولاته وملابس جديدة وعيديات وفنادق وسفر,لكن أراهن علي أنك علي استعداد لإنفاق آخر جنيه في جيبك كي تفرح ويفرح من حولك,لكن السعادة لا تأتي,تحولت إلي زائر خفيف لا يطيل البقاء في مجالسنا.حتي الإعلام أجهز علي ماتبقي لدينا من آمال في استعادة أجواء روحانية ومظاهر احتفالية (غيرمادية) للأعياد لطالما افتقدناها تحت وطأة أزمات وأخطار تحلق دائما في سماء الوطن.فالصحف تعاجلنا دائما بعناوين من عينة (طرح كميات إضافية من السكر والأرز واللحوم البلدية واسطوانات الغاز),لتجد نفسك أسيرا لمن حدد لك سلفا مواطن السعادة (الزائفة) وقتل لديك أي رغبة في استعادة الفرحة الصافية التي لا يجلبها التهام الكحك أو موائد الفتة والضاني!

لا أحب أن أحلق في سماء المثالية والأحلام المستحيلة,ولست من نوعية من يكتبون روشتات استعادة السعادة الحقيقية لأنكم تعلمون قبلي أن معظمهم غارق في الأزمات مع محيطهم,ونحن جميعا علي اختلاف مشاربنا نعلم تماما موطن تلك السعادة الغائبة وكيف نستعيدها لكننا للأسف نحبط أنفسنا بأيدينا حين نستسهل القول:(الناس اتغيرت والدنيا قلّ خيرها).وأنا أتقبل اتهامي بالتشاؤم وأتمني لكم عيدا يفاجئنا بالسعادة,لعلها تأتي أخيرا !



[email protected]@yahoo.com
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: