رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تقرير أمريكي: الصواريخ تهدد استقرار الشرق الأوسط

كشف تقرير صدر عن مركز دراسات الشرق الأوسط الأمريكي، أن انتشار الصواريخ الباليستية والصواريخ قصيرة المدى في الشرق الأوسط، يعتبر عاملا رئيسا في زعزعة الاستقرار في المنطقة. وقال التقرير، إن أكثر من 90% من الصواريخ الباليستية التي استخدمت في النزاعات في دول العالم، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، كانت في منطقة الشرق الأوسط، إذ تم إطلاق منذ ذلك الحين أكثر من 5000 صاروخ في المنطقة. وعلاوة على ذلك، فقد أصبحت الدفاعات الصاروخية تؤدي دورا رئيسيا في التصدي لتزايد ترسانات الصواريخ الهجومية، لأن الأخيرة أصبحت سمة بارزة جدا من سمات الحروب في الشرق الأوسط.

وتأتي في مقدمة الدول التي تمتلك أهم واخطر ترسانة صواريخ في الشرق الأوسط. إسرائيل حيث تمتلك إسرائيل أكبر ترسانة صاروخية هجومية في المنطقة، كما نجحت في بناء شبكات دفاعية فعالة. ولديها ثلاث منظومات جديدة للدفاع الصاروخي الأمر الذي يعزز خيارات دفاعاتها الصاروخية.

1- اعتراضية الدفاع الصاروخي من طراز " أرو- 3 "، المخصص لاعتراض صواريخ متطورة في الفضاء، وهذا يوفر إمكانية إصابة الصواريخ الباليستية خلال طيرانها، كما أن الاعتراض على ارتفاع عال يقلل بدرجة ملحوظة من الخطورة، وخاصة في حال احتوى الرأس الناسف للصاروخ على مواد كيميائية أو بيولوجية.

2- " القبة الحديدية "، وهو نظام دفاع جوي متنقل يمكن أن يعترض صواريخ وقذائف مدفعية قصيرة المدى على نطاقات قريبة (من 4 إلى 70 كم ) ويتمكن من تحديد أماكن الصواريخ الواردة.

3- منظومة " ديفيد سلينج "، المصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة المدى والصواريخ الثقيلة، وتم تصميمها لاعتراض الطائرات والطائرات بدون طيار، والصواريخ الباليستية التكتيكية والصواريخ المتوسطة والطويلة المدى وصواريخ كروز، وعلى مسافات تتراوح بين (40 إلى 300 كم). هذا وتعتمد إسرائيل، في المقام الأول على ترسانتها من الصواريخ الباليستية الهجومية من طراز "أريحا 3"، التي تتميز بمدى يتراوح بين 4،800 و 6،500 كم، فضلا عن سلسلة " بوباي " الإسرائيلية الصنع وهي صواريخ (جو - أرض)، تمتاز بضربات دقيقة، وملحق بتوربين طويل المدى الذي يستخدم في الغواصات الإسرائيلية.

وتأتي إيران في المرتبة الثانية، والتي نجحت بتطوير قوتها الصاروخية بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وبحسب التقرير، تمتلك إيران صاروخ " شهاب 3 " البالغ مداه 1000 كم، والذي يطال إسرائيل وأفغانستان وغرب السعودية، بالإضافة إلى تطويرها صاروخ " قادر1" البالغ مداه 1600 كم، وصاروخ " سجيل " بمدى يتراوح بين 2000 و2500 كم، دخلت الخدمة عام 2014، والتي يمكن أن تحل مكان صواريخ شهاب. كما أن صواريخ كروز، تحتل مكانة بارزة في طموحات إيران الصاروخية، إذ أعلنت طهران 2012، أنها بصدد تطوير 14 صاروخ كروز من طرازات مختلفة. وكشفت إيران مؤخرا عن صاروخ كروز للهجوم الأرضي من طراز سومار، مع مدى يقدّر بـ 2000 إلى 2500 كم. وسعت إيران وراء الدفاعات الجوية الروسية، إذ استلمت مؤخرا من روسيا " S-300 ".

سوريا في المرتبة الثالثة، امتلكت سوريا، واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ في الشرق الأوسط، قبل أن تتآكل بسبب الحرب الأهلية، التي اندلعت بداية عام 2011، وهذه لافتا إلى الصواريخ معظمها روسية وصينية وكورية شمالية. وتتضمن ترسانتها أيضا، صاروخ " سكود- B "، الذي يصل مداه إلى 300 كم، وصواريخ " سكود – C " التي يصل مداها إلى 550 كم، ويشاع أن سوريا تسلمت صواريخ " سكود – D "، التي يبلغ مداها 700 كم. كما تمتلك سوريا صواريخ " فاتح – 3 " بمدى 200 كم، وأشار التقرير إلى أن سوريا، استلمت من روسيا صواريخ كروز المضادة للسفن.

أما السعودية فتأتي في المرتبة الرابعة، حيث تمتلك ترسانة صاروخية باليستية، صغيرة نسبيا، تم توريد أول دفعة منها من الصين عام 1987، قبل أن يتم تعديلها، لزيادة مداها لتصل إلى 2500 كم، وهي من طراز " دي إف – 3 "، ويشير اتجاه منصات الإطلاق الظاهرية لهذه الصواريخ، أنها تستهدف إسرائيل وإيران، ولكن بسبب عدم دقتها فهي لا تحقق النتائج المرجوة منها تجاه أهدافها. وفي عام 2007، حصل السعوديون على صاروخ صيني من طراز" دي إف – 21 "، الذي يحتوي على وقود صلب يبلغ مداها 700 1 كم. كونه صاروخا بالوقود الصلب يجعله أكثر استعدادا للإطلاق من " دي إف - 3"، وأكثر دقة في ضرب الأهداف.

في حين تأتي تركيا في المرتبة الخامسة، حيث تطرق التقرير أيضا، إلى قوة تركيا الصاروخية، مؤكدا أنها تعتمد بشكل أساس على صواريخ قصيرة المدى تصل إلى 250 كم، مشيرا إلى اعتماد أنقرة على ضمانات أمنية من قبل واشنطن وحلف الناتو بشكل عام، على اعتبار أنها عضو في الحلف. ويبدو أن أنقرة، مهتمة أيضا بامتلاك أول صاروخ باليستي أرضي بعيد المدى، يجري تطويره من قبل مصنع الأسلحة التركي، "روكيتسان".

وفي نهاية التقرير، ذكر معدوه أن الاستقرار في الشرق الأوسط، لا تهدده الصواريخ فحسب، بل أيضا الصواريخ قصيرة المدى، التي أطلقتها الجهات الفاعلة غير الحكومية مثل "حماس"، و"حزب الله".

وعلى الرغم من أن إسرائيل، تُعتبر من أكثر البلدان التي تمتلك قوة عسكرية متطورة، والقوة النووية الوحيدة في المنطقة بأكملها، فإنها لا تزال عرضة بشكل خاص للهجمات الصاروخية، بسبب جغرافيتها وبسبب المعارك الدائرة في البلدان المجاورة لها. ووفقا للتقرير، فإن دول مجلس التعاون الخليجي، معرضة لخطر الصواريخ الإيرانية، مما دفعها إلى التركيز على إنشاء شبكات دفاعية لحماية أجوائها وأراضيها. وشدد التقرير، على ضرورة قيام دول المجلس، بالتركيز على إنشاء شبكة دفاعية مشتركة، وليست فردية لموجهة صواريخ كروز الإيرانية. وأكد التقرير، أن من بين الأمور التي لا ينبغي أن تحدث، هو تعزيز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لفكرة "حلف شمال الأطلسي العربي"، الذي تم التطرق إليه في عهد إدارة أوباما في عام 2015، والتي لم تطبق حينها.


لمزيد من مقالات ابراهيم النجار;

رابط دائم: