رئيس مجلس الادارة
هشام لطفي سلام
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
قد يفسر اليمين الجمهورى الأمريكى الحاكم هذا التحول فى دفة المصالح الأمريكية بأن رهان الإدارة السابقة على مصر قد خاب رغم أن أوباما كان قد اختار القاهرة لتوجيه خطابه للعالمين العربى والإسلامي,وهو تفسير مردود عليه بأن تلك الإدارة فشلت فى كافة الملفات التى كانت بحوزتها ومنها ملف الصراعات بالشرق الأوسط وتتحمل هى بالدرجة الأولى مسئولية اندلاع معظمها,فما ذنب القاهرة فى هذا الفشل؟ صحيح أن مصر انشغلت لفترة بشأنها الداخلى عقب اندلاع ثورة يناير,ولا يمكن إنكار الدور الأمريكى فى العبث بها لو افترضنا تلقائية اشتعالها.وصحيح أيضا أن هناك نوعا من الانقسام بين المصريين حول المسار السياسى ولا يمكن إغفال تراجع تأثير القاهرة ونفوذها الحضارى والثقافي,لكن وعكة الكبير لا تعنى المرض العضال.لكن ترامب الذى يجيد لعبة المصالح مثل أى تاجر بارع يعرف قيمة اللاعب القوى حتى ولو يراه الآخرون غير ذلك,وأظهر ذلك خلال اللقاءات التى جمعته بالرئيس السيسى.وحتى لا ندفن رءوسنا فى الرمال نحن بحاجة لدفعة قوية من الداخل كى نستعيد دورنا الخارجى حتى نثبت لأنفسنا أولا قبل الآخرين أنه ليس بإمكان أحد مهما يكن وزنه أن ينافس دورنا,فيجب تسريع عجلة الاقتصاد وإطلاق سلطة القانون وتعزيز الفصل بين السلطات وتعميق روح المواطنة لتأتى مهمة تجديد لغة الخطاب الموجه للخارج.نحن لسنا أقوى من أمريكا ولا أكثر نفوذا,وهى إن كانت اختارت تاريخيا لغة المصالح فى التعامل مع الخارج فلم يعد مقبولا منا بعد الآن تقديم وشائج الأخوة فى حوارنا مع محيطنا الإقليمى على لغة تبادل المصالح بلا أدنى خجل خاصة بعد أن أثبتت أنها تصل للعقول من أقصر الطرق وتلقى استجابة إيجابية سريعة! [email protected] [email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين