رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى المواجهة
ماكرون ولاعب الكرة وهمس (الميديا) !

لا حدود ولا مانع أخلاقي يقف أمام الانتهاك الدائم للحريات الشخصية في مجتمعنا,لا أحد معصوم من هجمات تلوك في سمعته وتخوض في حياته الشخصية

.فهذا مسئول سابق ما إن نشر الإعلام الخاص والسوشيال ميديا صور زفافه حتي تسابق الجميع في السخرية والهمس والغمز عن رقم الزيجة الجديدة !وهذا لاعب كرة تقدم لخطبة كريمة زميله فتلقفه زبائن المنصات الإلكترونية لينشروا صورا له من زيجة سابقة,حتي الرئيس الفرنسي الجديد ماكرون لم يسلم من تطفل رواد الفيس بوك في عالمنا العربي حيث لم يهتم معظمهم بالبحث عن سر الصعود السريع لهذا الشاب في عالم السياسة,لكنهم أبدوا رأيهم فيه بمنطق من احتلت الدراما التركية عقولهم:كيف يتزوج هذا الشاب من امرأة تكبره بـ25 عاما؟

الطريف أن الإعلام الفرنسي ذاته لم يتطرق لهذه المسألة بفجاجة كما فعل بعضنا بل إن منافسته لوبان المعروفة بلسانها «الفالت» لم تمس هذا الجانب طوال حملتها الانتخابية باعتباره أمرا يتعلق بحياته الشخصية المصونة.

مصطلح الخصوصية مصطلح فضفاض يختلف باختلاف القيم والقواعد الأخلاقية لكل مجتمع،ومن هنا تتسع دائرة الخصوصية وتضيق تبعا لاختلاف المجتمعات في تحديد مدى الحرية التي يتمتع بها الأفراد أو وسائل الإعلام .والتعريف الرسمي لخصوصية الفرد كما جاء في مؤتمر استكهولم عام 1967، بأنها حق الفرد في أن يترك ليعيش حياته الخاصة وحمايته من تدخل الآخرين فيها أو من الاعتداء على شرفه وسمعته أوالتجسس عليه،أو من الاستخدام السيىء لاتصالاته الشخصية واستخدام المعلومات المأخوذة للتشهير به.

أما الأصل الشرعي لحرمة الحياة الخاصة ففي قوله تعالي(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ).

ويُعد الحق في حرمة الحياة الخاصة ركيزة أساسية لحقوق الإنسان والحريات العامة،وتكفل له السلطات الحماية الدستورية والقانونية ضد انتهاك الآخرين.إلا أن هذا الحق ليس حقاً مُطلقاً بل تُقيده اعتبارات المصلحة العامة، متى كانت مصلحة المجتمع أولى بالرعاية من حق الفرد في الخصوصية.


[email protected]@yahoo.com
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: