رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى المواجهة
درس سعودى

لن ينجح إصلاح اقتصادى بدون ترشيد إنفاق, ولن يؤتى هذا الترشيد ثماره بدون إغلاق تام لصنبور الفساد الذى يغرق أعتى الدول فى آتون الفشل والضياع.



لا أدرى ما الذى دفعنى للربط بين قضية الفساد الكبرى فى منظومة المياه بالقاهرة الجديدة التى تتسبب فى انقطاعها بتلك المنطقة بشكل متكرر، وبين نجاح خطة التقشف الحازمة بالسعودية، والتى كانت أولى ثمارها إعلان إعادة الحوافز والمزايا النقدية لموظفى الدولة بعد نحو عام من تجميدها فى إطار خطة تحفيز الاقتصاد إثر تراجع عائدات البترول.

القادمون من السعودية والتقارير الواردة من هناك تؤكد أن المشروعات التنموية والخدمية لاتزال قائمة على قدم وساق ولم تتأثر بخطة التقشف التى فرضها عجز قاس بالميزانية تجاوز 87 مليار دولار,لكن تنفيذ تلك المشروعات أصبح يمر بمرشحات يضعها جهاز رقابى صارم على الإنفاق أقامه الأمير محمد بن سلمان عراب رؤية »2030« لتنويع الاقتصاد السعودي.

الأمر عندنا يبدو كطفل مشوه نتج عن تزاوج بين الفساد، وإهدار المال العام، فنحن لا نلمس فى خطة التقشف التى تنتهجها حكومتنا ما يبعث على الأمل لأنها خطة لا تنتهج المساواة بين كافة القطاعات فى ترشيد الإنفاق، فهناك إسراف وسفه فى جانب وتقطير وتقشف فى آخر.

ونفس الأمر ينطبق على آلية مكافحة الفساد فهناك قضايا تحال بلا تباطؤ للقضاء بينما قضية كبرى فيها إهدار لنحو 3 مليارات جنيه كانت مخصصة لشبكة المياه بالقاهرة الجديدة منذ عام 2007 لم تحولها الحكومة للمحكمة سوى قبل أيام تحت ضغط أنات سكان المنطقة المحرومين من انتظام ضخ المياه منذ سنوات.

خطة ترشيد الإنفاق السعودية التى توفر نحو 30 مليار دولار، ونحو 6 ملايين وظيفة خلال 15 عاما,سمحت بإعادة الامتيازات للموظفين وامتصاص غضبهم وحافظت على حالة الانتماء بين المواطن والوطن، ونحن فى أحوج ما نكون لإعادة تنشيط تلك الحالة بين المصريين حيث يخضعون يوميا لاختبارات قاسية فى حب الوطن تحت وطأة الغلاء وغياب القيم..والأخلاق !

[email protected]
[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: