رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى المواجهة
لا تقربوا الـ (big data) !

نجحت ماعرفت بآلية (البيانات الضخمة ) أو الـ Big Data فى تفوق الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومن قبلها فى بريطانيا

بعلو كعب الفريق المناهض للبقاء فى الاتحاد الأوروبى أو ما عرف بـ(البريكست) لتكتب شهادة وفاة للطرق القديمة فى رصد اتجاهات الرأى العام أوتوقعات وسائل الإعلام التى كانت ترجح فوز هيلارى كلينتون على ترامب وانتصار مؤيدى بقاء بريطانيا فى الاتحاد الأوروبي. نرغب أولا فى توضيح معني(البيانات الضخمة) بأنها المعلومات المستقاة عن العنصر البشرى (دون علمه) من خلال الآثار الرقمية التى تعبر عنها نقراته على أزرار جهاز هاتفه المحمول أو الكمبيوتر اللوحى أو المكتبى الشخصى فى أثناء تصفحه لمواقع التواصل الإجتماعى أو لبريده الإلكترونى ومن خلال رسائل المحادثة فى تطبيقات الدردشة المختلفة.كل (نقرة) بإصبعك بـ(لايك) أو تعليق فى الفيسبوك أو تويتر أو غيرهما تعكس تحليلا نفسيا لشخصيتك يعبر عن رغباتك,مخاوفك طموحاتك, توجهاتك السياسية..الخ.ونجح عالم النفس ميشال كوسينسكى فى الاستفادة من تلك الثورة الرقمية فى وضع نموذج عملى للتنبؤ بالسلوك السياسى للناخب,ومزاجه العام,وبالتالى تطويع البرنامج الانتخابى للمرشح أو الحملة الانتخابية بما يتناسب مع توجهات الناخب وتفضيلاته لاجتذابه واقتناص صوته.ويبقى السؤال ملحا: هل يمكن أن يلجأ مرشح ما فى انتخابات مصرية إلى الطريقة الرقمية بديلا عن أو بالتكامل مع الدعاية التليفزيونية والملصقات وإعلانات الطرق وغيرها ؟ ربما يكون التساؤل الأكثر واقعية:هل المرشح عندنا حريص بالفعل على التعرف على التوجهات الحقيقية لناخبه المستهدف,ورصد مشاكله ومعاناته وتفضيلاته وآماله؟ ربما تحرص قلة من المرشحين على اللجوء لشركات قياس الرأى العام لتحديد الوسيلة الأمثل للوصول إلى ناخبيهم لكن معظمهم يفضل الطريقة القديمة لضمان الأصوات,فما أسهل اللعب على وتر العائلات والعصبيات وشراء أصوات الفقراء أو النزول على قائمة حزبية حيث المال السياسى بلا حساب أو الإنضمام لحزب دينى حيث تفوح رائحة خلطة الدين بالسياسة. ثقافة المجتمع وقدر الوعى ومنظومة القيم الحضارية لدى الأفراد هى التى تحدد وربما تجبر المرشح على تطوير وسيلة وصوله للناخب سعيا لإرضائه، ولأننا نعلم قدر أنفسنا نقول لمرشحينا:لا تقربوا الـ ( big data ) !



[email protected]@yahoo.com
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: