لم تكن كيمياء التوافق الإنسانى وحدها التى لفتت الأنظار خلال اللقاءين اللذين جمعا الرئيس السيسى ونظيره الأمريكى ترامب,سواء خلال اللقاء الأول إبان الحملة الرئاسية لترامب أو خلال لقاء أمس الأول,فهناك تفاصيل أخرى تجمعهما أو تفرقهما تتعلق بالسياسات والأفكار ومواجهة إشكاليات التشابك بين السلطات.
فالرئيسان التقيا ولدى كل منهما هموم تتعلق بأداء السلطات الثلاث والتداخل لحد الاشتباك فيما بينها حتى باتت الأعين مصوبة نحو الاثنين كونهما وحدهما قادرين على نزع فتيل الأزمة بعد أن خرجت عن عقالها ولا يبدو أمل فى عودة الوئام بين السلطات دون تدخلهما الشخصي.
الرئيس الأمريكى تقمص شخصيته الحقيقية كرجل أعمال يظن أنه لا يراجعه أحد فى قراراته حين أصدر قراره الرئاسى بمنع دخول رعايا 7 دول إسلامية لكنه اصطدم بما لم يكن يتخيله حين أعطبت السلطة القضائية قراره,وقبل أن يفيق تلقى ترامب (المصدوم) ضربة أخرى لكن من الكونجرس هذه المرة حين اضطر لسحب مشروعه الخاص بالرعاية الصحية من مجلس النواب بعد أن فشل فى نيل تأييد حزبه الجمهورى له ليطاح بحلمه الكبير إلغاء مشروع سلفه (أوباما كير) الذى يغطى علاج ملايين الأمريكيين.
لقد اصطدم ترامب بكل السلطات بعد أن غلبه طابع صاحب العمل الذى يجب أن تسرى قراراته على الجميع,وبات الآن مضطرا لتقديم غصن الزيتون للسلطتين التشريعية والقضائية حتى تسير الأمور ويضمن على الأقل أجواء مستقرة تساعده على استكمال فترته الرئاسية,إن اراد !
الرئيس السيسى غادر إلى واشنطن بينما الاشتباك على أشده بين البرلمان والسلطة القضائية على خلفية قانون اختيار رؤساء الهيئات القضائية,وكأن الأمر كان ينقصه المزيد من الالتهاب حين عادت قضية تيران وصنافير إلى الواجهة,لتتفاقم الخلافات داخل السلطة القضائية ذاتها باشتعال الجدل بين محكمتى الأمور المستعجلة والإدارية العليا,بينما تصب القضية منذ تفجرها المزيد من الزيت على نار الخلاف بين السلطات الثلاث.
الرئيس مطالب,كون منصبه يحظى بتقدير واحترام الجميع,أن يكون حلقة الوصل بين السلطات,لا يكرس فقط مبدأ الفصل بينها بل يقودها نحو التكامل من أجل تحقيق المصالح العليا للوطن فضلا عن تهدئة نفوس أبنائه الذين لم يحركهم سوى الغيرة على بقعة غالية من أرضهم.
[email protected]@yahoo.com
لمزيد من مقالات شريف عابدين
رابط دائم: