>> أعتذر لحضراتكم مقدمًا أننى أكتب خارج المقرر المكتوب علينا و الذى ارتضينا به وأغرقنا أنفسنا فيه!. مقرر الخلاف مع بعضنا البعض بأمور.. لا مؤاخذة.. تافهة ومتدنية!. فلانة المشهورة.. شتمت أو هاجمت «عِلَّان» الشهير.. لتقوم مصر على حيلها وكأن هذه «الهيافات» قضية عمرنا!. من أسبوع كانت «دولة» الفيسبوك لا حديث لها إلا عمن تتباهى بأنها أنجبت طفلًا بلا أب.. وبدلًا من أن تكفى على الفضيحة «ماجور».. حضرتها تتباهى وتتحدى!.
تفتخر بماذا.. لا أدرى!. وتتحدى من.. لا أعرف!. الكارثة من اختلفوا حبًا فى الخلاف وسعيًا للانقسام!. اختلفوا ونسوا أن التى تتحدى.. هى فى الواقع تدفن فى الوحل كل القيم والأعراف والتقاليد وقبلها تعاليم كل الأديان السماوية.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!.
عفوًا إن كنت أشغل حضراتكم بقضايا الوطن.. وتجريف الوطن من العباقرة.. واحدة من هذه القضايا التى تشغلنى من خمس سنوات.. يوم ظهرت عبقرية مصرية فى الرياضيات!. طفل مصرى فى ثانية إعدادى.. وعبقريته جعلته يتفوق على طلبة البكالوريوس فى علوم القاهرة والجامعة الأمريكية!. العبقرى الصغير اسمه عمر عثمان.. فى ثانية إعدادى صباحًا فى مدرسته الحكومية.. وبعد الظهر هو يدرس مع طلبة السنة النهائية فى الجامعة!. أساتذة الجامعة أقروا كتابة بأن العبقرى الصغير.. مكانه الجامعة وليس الصف الثانى الإعدادى.. ووزير التعليم عرف بحكايته!. وزير التعليم وقتها أقر بأنه لا يستطيع أن يفعل شيئًا.. لأن القانون 139 يمنع!.
الوزير معذور لأن القانون يمنعه!. لكن سيادة الوزير أراه مُدَانًا وغير معذور.. لأنه عَلِمَ ولم يُبَلِّغ كما يقولون!.
سيادة الوزير.. باعتباره مواطنًا مصريًا قبل أن يكون وزيرًا.. كان عليه أن يَقلِبَ الدنيا!. يتقدم بمذكرة عاجلة إلى مجلس الوزراء.. يشرح فيها أن القانون 139 ينص على حتمية أن يمضى التلميذ 12 سنة فى التعليم قبل الجامعى.. ولا يجوز أن يدخل الجامعة إلا بعد 12 سنة تعليم فى الابتدائى.. والإعدادى والثانوى!. القانون أغفل سهوًا أو عمدًا.. ظهور أطفال عباقرة منحة من المولى عز وجل.. وحكاية عمر عثمان أكبر دليل.. وما حدث بعد ذلك دليل دامغ!.
فرنسا خطفت عمر عثمان!. فى نفس سنة وصوله إلى باريس حصل على البكالوريوس.. وحدوث ذلك يضعنا أمام احتمالين لا ثالث لهما!. إما أن التعليم فى فرنسا متخلف.. أو أن فرنسا لا يوجد بها «المدعو 139» عدو العباقرة!. عمر عثمان.. بعد البكالوريوس حصل على الماجستير وفى طريقه للدكتوراه وحاليًا هو يقوم بالتدريس فى الجامعة الفرنسية!. يا ترى رأى الـ«139» إيه؟!.
هذه القضية تناولتها كتابة فى «الأهرام» وقولًا فى التليفزيون ولا حياة لمن تنادى!.
أنا مضطر للعودة إليها الآن.. لأن ربنا أكرمنا بعبقرية أخرى.. ليس من اليوم إنما منذ عام 2015.. طفل مصرى عبقرى هو فى الصف الثانى الابتدائى.. وسوف يكمل فى ابريل المقبل 8 سنوات!. الطفل العبقرى الصغير.. حدوتة فى الرياضيات!. الغريب أن السيد وزير التعليم وقتها استقبله وأعطاه جائزة.. و«خلاص»!. القانون يمنع!. طيب كلنا يعلم ذلك يا سيادة الوزير.. لكن لماذا لم تتحرك لأجل تعديل القانون يا سيادة الوزير!. على فكرة.. ثانى وزير عَلِم ولم يبلِغ.. وكأن ظهور عبقرية شىء (متعودين) عليه.. ومن كثرتهم «محتاجين» نطفِشْهم «إزاى»!.
لأن وزيرين للتعليم وربما ثلاثة لم يفعلوا شيئاً.. والسيد وزير التعليم الحالى فيما يبدو لن يفعل.. لأننى للأسبوع الثالث على التوالى أطرح هذه القضية فى «الأهرام».. وسيادته لم يتحرك وكأننى أتكلم عن موضوع فى الزراعة ولا دخل له به!.
الأسبوع الماضى اتصلت بالدكتور جمال شيحا رئيس لجنة البحث العلمى فى مجلس النواب وعرضت الأمر عليه لأجل أن يقوم المجلس بتعديل القانون!. بالفعل استقبل الدكتور جمال شيحا فى البرلمان الطفل العبقرى ووالدته ود. حاتم زاهر إخصائى الطب النفسى الذى أجرى أخيرا مقياس الذكاء المتعارف عليه عالميًا للطفل الصغير وجاءت درجة ذكائه 165.. وهذه الدرجة فى هذا العمر الصغير تضع العبقرى المصرى فى صدارة من يُطْلَقُ عليهم أذكى البشر فى العالم!.
لجنة البحث العلمى فى مجلس النواب.. الكرة فى ملعبها.. وأتمنى أن تعطى لهذه القضية وقتًا لمناقشتها لأجل تعديل القانون الذى لا يعترف بإمكانية ظهور أطفال عباقرة فى مصر!. بإمكانهم أن يعتمدوا على قصة عمر عثمان كأكبر إدانة للقانون.. والجامعة الفرنسية موجودة وبإمكانهم التأكد من كل حرف كتبته!.
أنا شخصيًا ثقتى كاملة فى لجنة البحث العلمى بمجلس النواب ورئيسها د. جمال شيحا. قناعتى تامة بأنها ستقوم بواجبها وتصلح ما تقاعس الآخرون عن القيام به.. وأنا مع حضراتكم فى انتظار قرار مجلس النواب.
...............................
>> ألا يكون هناك رد فعل.. ممن يجب أن يكون لهم رد.. لم يصبنى للحظة.. بلحظة يأس أو إحباط.. لإيمانى بأن الأفضل لم يأت بعد!.
الأفضل الذى أنتظره لأننى أؤمن به.. وجدته واقعًا وفعلًا.. فى اتصال تليفونى يوم الجمعة الماضى!.
السيد مدير الكلية الفنية العسكرية.. فى كلمات قليلة.. حسم القضية الكبيرة!.
سيادته أوضح أن هناك مبادرة للرئيس السيسى لرعاية العباقرة فى الرياضيات.. وأنه تم الإعلان عنها فى الكلية الفنية العسكرية خلال المؤتمر الدولى لبحوث الطلبة.
الكلية الفنية العسكرية تم تكليفها من السيد القائد العام للقوات المسلحة والسيد رئيس الأركان.. لدراسة كيفية توفير الرعاية الكاملة للعباقرة الصغار. تحديد المستوى العلمى الذى يناسب كل عبقرى. التواصل مع علماء مصر فى مختلف دول العالم.. كل فى تخصصه وكيفية الاستفادة منهم فى هذا المجال. وأمور أخرى عديدة يتم دراستها بكل تفاصيلها الدقيقة.
الطفل العبقرى خلال أيام سيتم استقباله فى الكلية الفنية العسكرية.. وأظنها أول خطوة على أول الطريق.. طريق الأمل الذى قام جيشك يا مصر بتمهيده ليستفيد الوطن بعباقرته لأول مرة فى تاريخك يا وطن!.
...............................
>> فى بلدنا «حاجات» كثيرة حلوة وليس «حاجة» واحدة فقط!.. بالصدفة.. عرفت أنه فى مصر مكان.. فيه كل الأنشطة التربوية.. المفقودة بفعل فاعل منا.. من زمان!.
الأنشطة التربوية التى هربت منا أو نحن من أجبرها على الهروب. حاجة الطفل لها.. مثل حاجته للماء والهواء!. صحيح أنه لن يموت فى غيابها.. لكنه سيعيش عمره مفتقدًا ركائز أساسية فى مقومات شخصيته.. تنعكس على أدائه وعلى علاقاته بل على كل حياته.. ومن هنا الأنشطة التربوية.. هى أنشطة حتمية ولابد أن يمارسها الطفل!. ولأنها حتمية.. تم تصفيتها من زمان!.
الأنشطة التربوية المفقودة من زمان.. اكتشفتها بالصدفة.. إنها جميعا موجودة فى مكان على أرض مصر.. وأغلبنا لا يعرف!.
فى أول طريق السويس.. تجد يافطة مكتوبًا عليها حديقة الأسرة!. لا اليافطة ولا الاسم.. فيهما ما يشير إلى عظمة المكان!. الاسم.. اسم «حديقة الأسرة».. أسهم بشكل فاعل فى طمس وإخفاء هوية المكان الرائع!. «إيه» الحكاية؟.
الحكاية بدأت من سنوات.. وفكرة تحمست لها السيدة سوزان مبارك.. وهى إيجاد مكان تجتمع فيه كل الاحتياجات المطلوب توافرها فى المرحلة السنية المبكرة وما بعدها فى سنوات الطفولة!. إنها الأنشطة التربوية التى لابد للطفل أن يمارسها ويشبع احتياجاته منها.. وكل طفل فى حاجة لهذه الممارسة لكل الأنشطة وليس شرطًا أن يكون موهوبًا فيها.. لأن الممارسة فى حد ذاتها بالغة الأهمية له!. ربما هذه الممارسة تكشف لنا وللطفل عن موهبة فى نشاط ما.. وهنا تبدأ رعايته بصورة مختلفة.. لأنه موهوب والوطن فى حاجة للموهوبين!.
ولأننا لن نخترع.. تم تصميم المكان.. بنفس تصميم «جاردن دى كلاشمثيون» الفرنسية!.
شيدنا واحة أنشطة تربوية على مساحة 80 فدانًا تقريبًا!. بسم الله ما شاء الله.. «حاجة» تفرح!. كل الأنشطة التى تواجه احتياجات الطفولة موجودة بصورة علمية تربوية!. فى المكان الهائل المساحة بالنسبة لأطفالنا.. هناك خمسة أنشطة تربوية!.
أنا شخصيًا انبهرت من مُجَمَّع الأنشطة التعليمية الثقافية!. شكلا ومضمونًا!. التصميم يجذب الإنسان الكبير.. لا الطفل الصغير.. على الدخول والتعرف على محتوى النشاط التعليمى فى قصر الاستكشافات وهذا اسمه.. ويستحق أن يطلق عليه «قصر»!. وجدت داخله 160 تجربة علمية.. من التجارب التى يدرسها أطفالنا فى المدرسة. الكل سيرى بنفسه وبواسطة شرح من متخصصين.. التجارب التى درسها.. مطبقة بصورة معملية مستحيل أن ينساها بعد أن رآها!. أتكلم عن 160 تجربة معملية فى الفيزياء والكيمياء والفلك والجيولوجيا والبصريات!. داخل القصر.. مبنى الحواس الخمس.. وعلاقتها بالمخ!. يتعرف الطفل على حواسه من خلال تجارب معملية!. فى الأنشطة التربوية التعليمية.. مبنى ثالث وفيه ورش تعليم.. صناعة الورق وصناعة العرائس وفن الموزاييك والخزف.. والموهوب يكتشف نفسه ونكتشفه!. وهناك مبنى رابع وهو مركز الفنون والتكنولوجيا.. وفيه ورش تعليم الأطفال أسلوب صناعة الرسوم المتحركة وتكبير الصور والروبوت. هناك متحف مصر عبر العصور. هناك متحف حربى.. هناك مسارح ودور سينما. هناك كل ما يخطر على البال من الأنشطة الترفيهية. هناك حديقة حيوان. هناك حديقة نباتات...
هناك كل حاجة حلوة كنا فى حاجة لها لأطفالنا.. وحاجة أطفالنا لها فى كل محافظات مصر.. لا القاهرة وحدها!.
حديقة الأسرة كان مقررًا افتتاحها فى 2011.. وجاءت الثورة.. وخلال مرحلة الفوضى.. تدمرت الحديقة تقريبًا!.
أسندت إدارتها لوزارة الزراعة.. لكن المسألة أكبر منها.. ومرت الشهور.. إلى أن أنقذتها القوات المسلحة!.
أعادتها إلى الحياة.. وأضافت كعادتها إلى كل ما هو إيجابى وجميل فى مصر.. «حاجة حلوة» جديدة!.
للعلـــــــــــــم
>> كل سنة والشرطة فى خير وبخير.. بمناسبة عيدها فى 25 يناير.. الذى سجلته بدماء شهدائها الذين تصدوا لجنود الاحتلال فى منطقة القناة التى كان بها أكبر قاعدة عسكرية للإنجليز فى العالم!.
فى اعتقادى أن عيد الشرطة بعد 25 يناير 2011 أصبح «عيدين»!.
العيد الكبير للشرطة.. هو عيد الانتصار على من راهنوا وتآمروا على إسقاط مصر.. مَنْ يخططون ويمولون من الخارج.. وعملاء الداخل الذين باعوا الوطن بحفنة دولارات مقابل تفجيرات واغتيالات وتظاهرات وحرق وتدمير.. طال معظم أقسام الشرطة وبعض السجون!. أرادوا كسر الشرطة وتغييب الأمن.. لأجل هدفهم الأكبر أو الجائزة الكبرى.. إسقاط مصر لا قدر الله!.
لم يكسروا الشرطة ولن يكسروها.. ونجحت الشرطة فى حماية الوطن بدماء رجالها الذين اقتربوا من الألف شهيد!.
تحية للرجال فى عيدهم الكبير!.
>> بمناسبة عيد الشرطة.. أذكر وأتذكر أنه فى كل عيد.. كنت أتلقى دعوة لحضور احتفالها!.
هذه السنة لم يحدث.. والتصرف لم يفاجئنى.. لأنها عادتنا ولن نشتريها.. وفقًا للمثل الشعبى.. البعيد عن العين.. بعيد عن القلب!.
وأنا أصبحت بعيدًا عن العين!. البرنامج التليفزيونى الذى أقدمه توقف.. وعليه توجيه الدعوة من الأصل لواحد مثلى من الأصل لم تعد ذات قيمة وحضورى من عدمه ليس مهمًا.. من وجهة نظر إدارة الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الداخلية!.
الذى يجهلونه فى هذه الإدارة.. أن الرجال هم من يصنعون المناصب والبرامج وكل شىء.. وتذهب المناصب.... ودائمًا يتبقى الرجال!.
...............................
>> كلمة من أربعة حروف.. حرف واحد إن تقدم أو تأخر خطوة.. أشارت إلى معنى آخر مختلف جذريًا!.
أتكلم عن كلمة «ثروة» ومعناها واضح ومعروف.. وكل البشر يتمناها ويسعى إليها.. البعض من أقصر وأقذر الطرق والبعض الآخر بالفكر والاجتهاد والعرق والجهد وقبلها الشرف والأمانة!.
كلمة ثروة.. فيها الـ «ر» تسبق الـ«و» بخطوة.. إن بدلت مكانها مع الـ«و» تحولت الكلمة إلى ثورة!.
سبحان الله.. هذا الاختلاف الجذرى فى المعنى وفى كل شىء.. انصهر وبات كيانًا واحدًا.. أيام 25 يناير وما بعدها!.
المستفيدون من هذا الحدث.. ثُوار ونشطاء وأدعياء.. وأغنياء الثورة أو أغنياء الأزمة وهم من اغتنوا واستفادوا واستغلوا كل الأزمات التى عاشتها ولا تزال مصر من 25 يناير وللآن...
هؤلاء جميعًا.. طوعوا الكلمة ذات الأربعة حروف.. صباحًا يقدمون الـ«و» فتصبح ثورة ومظاهرات.. وبعد الظهر يقدمون الـ«ر» لأنه وقت الحساب و«القبض» والثروة!.
لمزيد من مقالات إبراهيـم حجـازى رابط دائم: