رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

ارحمــوا الابتدائيـة.. يرحمكــم اللـه!.

>> كل سنة ومصر كلها فى خير وبخير يمناسبة عيد الميلاد المجيد أعاده الله على الدنيا كلها بالطمأنينة والسلام.

......................................................

>> غياب الأنشطة التربوية من حياة الغالبية العظمى لأطفالنا وشبابنا.. حَرَمَ الملايين من ممارسة النشاط الأهم على الإطلاق فى حياة البشر.. وبنفس قدر الأهمية.. حَرَمَ الوطن من التعرف على المواهب التى منحها الله له وضاعت عليه.. لأن هذه المواهب لم تعرف من الأصل أنها موهوبة.. لأنها أصلا لم تتح أمامها فرصة ممارسة النشاط التى هى موهوبة فيه.. والخلاصة لا هى عرفت ولا نحن عرفنا.. وراحت إلى حال سبيلها والوطن هو الخاسر!.

الأنشطة التربوية.. حياة البشر تدور فى فلكها!. الرياضة أظنها فى المقدمة.. لأنها تصنع التوازن البدنى النفسى الصحى الاجتماعى!. الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان فى أحسن تقويم.. وترك للإنسان حرية التصرف والتعامل تجاه الأحسن تقويم الذى خلقه الله!.

فارق هائل بين طفل وجد أمامه مساحة أرض وأتيحت له مساحة وقت.. ليستنفد طاقة كبيرة داخله فى الحركة والجرى واللعب.. وبين طفل محروم من هذا كله!. فارق رهيب بين طفل وجد رعاية رياضية مقننة علميًا.. تكسبه من خلال التمرينات عناصر اللياقة البدنية المناسبة للمرحلة السنية.. وبين طفل لم يحصل على هذه الرعاية!.

النشاط الرياضى هنا للطفل ليس المقصود به صناعة بطل.. إنما الهدف منه صناعة التوازن البدنى النفسى الصحى المناسب لكل مرحلة سنية ومحصلته إنسان يتمتع بلياقة بدنية تنعكس إيجابًا على إنتاجه فى أى مجال!. النشاط الرياضى من الطفولة ضمانة مؤكدة للوقاية من أى تشوهات للعمود الفقرى التى تنعكس سلبًا على قدراته ومعدلات إنتاجه!. النشاط الرياضى البند رقم واحد فى حماية أطفالنا وشبابنا من أمراض العصر.. الإدمان والاكتئاب والتطرف!. النشاط الرياضى هو السبيل الوحيد للكشف عن المواهب الرياضية.. وكلما بدأ هذا النشاط فى سن مبكرة.. اكتشفنا هذه المواهب مبكرًا.. والعثور على الموهبة فى السن الصغيرة.. يتيح لها أفضل إعداد وأفضل رعاية فى الوقت الصحيح.. وتلك ضمانة أكيدة لصناعة أبطال صالحين للمنافسة عالميًا!. مواهبنا الكروية مثلا.. لا تعرف طريق الرعاية الصحيحة والإعداد الصحيح.. إلا وهى تلعب فى الدورى الممتاز.. والمعنى أنها وجدت الرعاية فى الوقت الضائع.. ليبقى مستواها على قدر ما حصلت عليه من إعداد فى السن الصغيرة.. والحقيقة أنها لم تحصل على شىء!. نفس هذه المواهب لو وجدت رعاية بجد وتدريبًا بجد وثقافة واجبات لاعب الكرة «اللى بجد».. لو حدث هذا.. لكان الدورى المصرى مثل أى دورى فى أوروبا!.

النشاط الرياضى.. أحد أهم الأنشطة التربوية.. والهدف منه فى المقام الأول.. إكساب عناصر اللياقة البدنية لأطفالنا وشبابنا والتى تنعكس إيجابًا على حياتهم وفى أى مجال!.

إذن النشاط الرياضى.. حق إنسان وحق وطن ومن هنا التربية.. سبقت التعليم.. والمقصود بالتربية.. الأنشطة التربوية.. التى تم استئصالها من المدرسة المصرية منذ سنوات بعيدة بفعل فاعل.. لأنها قدمت للوطن أجيالاً «خالية الدسم»!. يعنى إيه؟.

عندما كانت الموسيقى والرسم والفن التشكيلى والتمثيل وغيرها من الأنشطة التربوية موجودة فى المدرسة.. لم يكن الهدف الأساسى من ممارستها صناعة فنان أو موسيقار أو رسام.. إنما الهدف فى المقام الأول تذوق الطفل هذه الأنشطة.. إحساسه بها.. تأثيرها عليه.. هذا الأمر ينعكس إيجابًا على سلوكياته.. على انفعالاته.. على تصرفاته.. وهذا هو المكسب الكبير الذى انعكس على هذا العدد الكبير وبذلك يتحقق الهدف الأساسى الأول!. أما الهدف الأساسى الثانى.. أن هذه الممارسة ستكشف لنا عن المواهب والأمم تتقدم بالمواهب.. والتقدم أكبر.. إذا ما وضعنا أيدينا على هذه المواهب مبكرًا.. ليبدأ صقلها فى الوقت الأصلى.. لا الوقت الضائع!.

للأسف هذه الأنشطة التربوية البالغة الأهمية فى حياة أى وطن.. لم يعد لها وجود فى المدرسة المصرية من سنين طويلة.. وهذه خسارة فادحة.. لأن المدرسة هى المؤسسة الوحيدة فى مصر التى تضم أكبر تعداد بشرى!. المدرسة حاليًا فيها 20 مليون طالب وطالبة!. عدد هائل حرمناه من الأنشطة وحرمنا الوطن من مردودها الإيجابى العظيم!.

أخطاء كثيرة.. على مدى سنين طويلة.. خلقت تراكمات خطايا كبيرة.. هى التى نسميها حاليًا مشاكل التعليم!.

الحقيقة أنها ليست مشكلات إنما كوارث.. لأنها متروكة بدون حلول حقيقية من سنين!.

كثافة الفصول مشكلة.. وحلها أراه مستحيلا مادام هناك مولود كل 14 ثانية!. بالورقة والقلم.. احسبوها حضراتكم تجدوا أننا مهما شيدنا من مدارس.. ستبقى كثافة الطلبة فى الفصول.. لأن معدل الزيادة السكانية خمسة أضعاف معدل الزيادة فى الصين!. مصر تزيد سنويا 2 مليون نسمة.. فأى مدارس تستوعب.. وأى طرق تتحمل.. وأى مستشفيات تقدر.. وأى علب لبن أطفال تكفى!.

مناهج التعليم مشكلة.. لأننا ربما نكون الدولة الوحيدة التى مازالت مناهجها حفظًا وتلقينًا!. كل الدنيا مناهجها بحث ومعرفة.. ونحن نحفظ وبعد الامتحان بأسبوع ننسى!.

أحوال المُعَلِّم مشكلة!. الجزء غير المرئى للمشكلة بدأ من زمان.. منذ أخذت السينما على عاتقها.. إهدار هذه القيمة العظيمة.. لأن المُعَلِّم قيمة عظيمة!. السينما حولت هذه القيمة وهذا الرمز.. إلى نموذج كوميدى!. ووسيلة للإضحاك.. والحقيقة أنها تشويه متعمد مع سبق الإصرار.. لمن نريد منه بناء الأجيال!.

أجر المُعَلِّم مشكلة!. إعداد المُعَلِّم المتخصص مشكلة!. حدوتة التعليم المجانى مشكلة.. لأن ولى الأمر يدفع مصاريف «ببلاش كده» ويدفع عشرة أضعافها دروسًا!. لماذا لا نرفع قيمة هذه المصاريف ونضيفها لرواتب المُعَلِّمين كخطوة لابد منها إذا ما فكرنا فى إلغاء الدروس الخصوصية!.

هناك مشكلات أخرى ناتجة عن تراكمات أخطاء سنين.. وعلينا حاليًا أن نواجهها مع المشكلات التى ذكرتها!.

فى مثل هذه الأمور البالغة التعقيد.. تكون هناك حلول عاجلة.. نرى نتائجها بعد فترة.. وأخرى نتائجها تظهر بعد سنين!.

نسف المناهج الحالية وإقرار أخرى جديدة.. من الأمور العاجلة ويمكن خلال سنة.. أن نضع أيدينا على منهج الـ12 سنة تعليم والتى تبدأ من أولى ابتدائى وتنتهى بشهادة الثانوية.

الـ12 سنة يشملها منهج تعليم.. له بداية وله نهاية!.

نحن لن نخترع والدول المتقدمة فى التعليم استقرت على مناهج.. يمكن أن نأخذها كما هى.. اللغات.. الرياضيات.. الكيمياء.. الطبيعة.. الأحياء.

والمناهج التى نضعها نحن.. اللغة العربية والدين والتاريخ والجغرافيا والتربية القومية!.

المشكلة فى المناهج التى نؤلفها!. خلاص.. الحفظ والتلقين انتهى.. وعليه نوعية السادة المؤلفين انتهت.. لأن المطلوب مناهج تعتمد على تعليم الطالب كيف يبحث بنفسه عن المعلومة ويتعرف عليها.. من خلال بحوث يكلف بها وليس نصوصًا يحفظها لينساها فيما بعد!. الطالب لن ينسى معلومات هو اجتهد ليتعرف عليها وقدمها فى بحث!.

لابد أن توضع المناهج من خلال لجان علمية.. فيها المتخصص فى المادة وفيها أيضًا المتخصص فى علم النفس.. ليحدد السمات النفسية لكل مرحلة سنية!. مثلا.. مثلا.. لو هناك متخصص فى علم النفس أخذوا رأيه فى منهج المرحلة الابتدائية.. لأوضح للسادة المؤلفين.. أن هذه المرحلة السنية الصغيرة.. تستحق الرحمة لأن عودها الأخضر لا يتحمل «عقد» السادة المؤلفين النفسية!. لماذا؟. لأن الجهاز العصبى لم يكتمل نموه بعد.. وأن مناهجها لابد أن تراعى هذه النقطة البالغة الأهمية.. لأن الطفل من أولى ابتدائى وحتى سادسة ابتدائى.. يجب ألا يوضع تحت أى ضغوط عصبية.. لأنه لن يتحملها.. ولذلك هناك قانون يعاقب من يقوم بتشغيل الأطفال!. الطفل لا يتحمل ضغوط أى عمل!. الطفل لابد أن يعيش طفولته ولا نحمله ما فوق طاقته.. إن أردناه سَوِيًّا فيما بعد!.

لماذا يكره معظم أطفالنا ومن بعد شبابنا.. اللغة العربية؟. لأن الطفل فى ابتدائى يفاجأ فى منهج اللغة العربية.. بالنحو.. ومطلوب تعلمه!.

لماذا نصيب أطفالنا بأمور لغوية صعبة فى سن صغيرة.. ليكرهوا اللغة العربية «ويتعقدوا» منها؟.

الدنيا لم تنته.. والنحو كان يمكن تأجيله للمرحلة الإعدادية.. من ثانية إعدادى أو حتى الإعدادية.. إلى أن يكتمل نمو الجهاز العصبى للطفل.. لأن محاولة تعليمه لما هو صعب عليه.. تشكل ضغطًا عصبيًا عليه.. لا يستطيع تحمله.. لأنه ببساطة مازال طفلاً!. الطفل يعانى عدم فهم هذا المنهج الصعب.. يعانى خوف الرسوب وما يترتب عليه من خوف أكبر من الأم والأب!. هذه المعاناة الرهيبة لا يستطيع الجهاز العصبى تحملها لأنه لم يكتمل.. وأظنه فى ظل هذا الضغط.. لن يكتمل.. وسيبقى العمر كله.. عُرْضَة للانهيار مع أول ضغط عصبى عليه!.

كل السطور السابقة محاولة للتعرف على جزء من مشكلة.. هى واحدة من عشرات المشكلات المتراكمة من سنين.. ومطلوب حلول لها الآن!..

أنا هنا أفتح ملف التعليم وأظنه واحدًا من أهم قضايانا!. أفتح هذا الملف ويقينى أنه لا يوجد مسئول حاليًا.. يمكن اتهامه بأنه المسئول عما وجدنا أنفسنا فيه!.

هذه قضيتنا جميعًا.. وهى بكل المقاييس صعبة.. لكنها ليست مستحيلة!.

لماذا.. لا نفكر جميعًا فى حلول.. أنا وأنت وهو وهى؟

فى انتظار أفكار واقتراحات حضراتكم...

......................................................

>> بمناسبة فتح ملف قضية التعليم اليوم.. عندنا من الأسبوع الماضى قضية التعليم مفتوحة.. وأتكلم عن قانون نحن من أصدرناه وبمقتضاه لا تعيش لنا عبقرية على أرض الوطن!. إما أن ندفعها دفعًا للخطف من دولة خارجية أو يتم القضاء عليها هنا.. بالقانون الغبى.. الموضوع خصيصًا لقتل وتجريف العبقريات!.

من خمس سنوات فتحت ملف هذه القضية.. بمحاولات مستميتة فى هذا المكان ومن خلال برنامج «فى دائرة الضوء» التليفزيونى.. لأجل الحفاظ على عبقرية مصرية صغيرة اسمها عمر عثمان!. طفل فى ثانية إعدادى.. ظهرت ملامح عبقريته وهو تلميذ فى الابتدائى.. ومن فضل الله.. أن والده ووالدته عرفا أنهما أمام حالة نادرة الحدوث!. تأكدا أن فى بيتهما عبقريًا!. هذه نقطة مهمة.. بل بالغة الأهمية.. لأن المحيط الذى تظهر فيه العبقرية.. إن لم يكن مدركًا وفاهمًا ومتفهمًا.. ضاعت هذه العبقرية للأبد!. تم وأدها فى مهدها.. وأحد لم يعرف!.

حالة عمر عثمان مختلفة.. وحظه وحظنا.. أن الأب والأم.. على قدر المسئولية.. وتحملا المسئولية.. ورأيا عذاب التجاهل رؤى العين!. ناضلا إلى أن عرف كل مسئول.. أن فى مصر عبقرية!. الكل عرف.. والكل عاجز.. لأن القانون يمنع أى رعاية خاصة للعبقرى!. فى الخارج.. ما إن يكتشفوا عبقرية.. حتى يحددوا مستوى ذكائها.. وفى الحال يضعون هذه العبقرية فى المكانة العلمية التى تناسبها!. طفل عبقرى.. فورًا.. يجد نفسه فى الجامعة أو ما بعدها.. لأنه ليس كأى طفل.. إنه عبقرى!. عندنا القانون يمنع.. والطفل مهما كانت عبقريته.. لابد أن يقضى فى المدرسة 12 سنة!. ست سنوات ابتدائى وثلاث إعدادى ومثلها ثانوى.. ونشوف بعدها مجموعه!.

هذا ما جرى مع عثمان!. عبقريته فرضت نفسها.. والطفل المربوط على ثانية إعدادى.. متفوق فعليًا وعمليًا على طلبة نهائى الجامعة الأمريكية ونهائى كلية العلوم فى الرياضيات!. أساتذة العلوم والجامعة الأمريكية.. أقروا أن عبقرية عمر عثمان تؤهله للحصول على درجة البكالوريوس فورًا!. السيد وزير التعليم عندما عرضت الأمر عليه.. قال إن أقصى ما يستطيع عمله أن يجعل العبقرى يحصل على الإعدادية!. القانون يمنع.. وعبقرى أو غير عبقرى.. لابد أن يمضى فى التعليم قبل الجامعى 12 سنة.. ومن لا يعجبه «ينفلق»!. فرنسا.. لأنها «متخلفة» فى التعليم.. خطفت عمر عثمان!. فرنسا «الجاهلة» التى لا يوجد عندها قانون يحمى التعليم مثل الموجود عندنا.. خطفت عمر عثمان وأعطته الفرصة ليمتحن البكالوريوس وهو فى ثانية إعدادى!. الخلاصة.. عمر عثمان فى فرنسا من أربع سنوات.. وحصل على البكالوريوس والماجستير وهذه السنة يحصل على الدكتوراه.. وحاليًا يقوم بالتدريس فى الجامعة الفرنسية!.

الأسبوع الماضى.. كتبت.. ولست أول من كتب.. عن عبقرية هائلة!. طفل فى ثانية ابتدائى.. آخر مقياس ذكاء له 165 درجة!. بالنسبة لعمره الصغير «فى إبريل يكمل 9 سنوات» فإن درجة عبقريته تضعه فى المرتبة الأولى!. أذكى إنسان فى العالم.. كاسباروف الروسى (45 سنة) درجة عبقريته 167 درجة!. طفلنا العبقرى سيتخطى هذه الدرجات فى سن العاشرة وليس 45 سنة!.. والدة الطفل من قرابة السنتين وهى «كعب داير» لأجل أن يوضع طفلها العبقرى فى المكانة التى تناسب عبقريته.. لا أن يترك فى المدرسة الابتدائية.. يعانى فى سنة ثانية ابتدائى!. ذهبت لوزير التعليم وذهبت لوزير التعليم العالى.. لم يفعلا شيئًا.. لأن القانون يمنع!.

قضية تجريف العباقرة تناولتها الأسبوع الماضى.. وكالعادة «السادة المسئولين ولا هم هنا»!. أنا لن أتوقف إلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولاً!.

التجاهل الحكومى.. قابله رد فعل رائع من بنك «C.I.B» .. تجاه هذه القضية!.

استطيع أن أؤكد لحضراتكم.. أن زمن خطف العباقرة انتهى!. هذا التأكيد أقوله عن يقين بعد الذى سمعته من السادة المسئولين عن بنك «C.I.B» .. والذى أتناوله الأسبوع القادم إن شاء الله!.

مرة أخرى أقول:

يا حضرات.. نحن من وضعنا القانون ونحن من نملك إلغاء القانون!.

يا حضرات.. هذه عبقرية عظيمة جديدة منحها الله لنا.. وأنتم مصممون على حرمان الوطن منها!.

يقينى أنكم لن تقدروا هذه المرة...!.


لمزيد من مقالات إبراهيـم حجـازى

رابط دائم: